• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مدمن خمر ارتدى ثياب القداسة بحق .
                          • الكاتب : سعيد العذاري .

مدمن خمر ارتدى ثياب القداسة بحق

في بلد النفط والخيرات وفي بلد تعيد بعض الوزارات الفائض الى خزينة الدولة المركزية عاشت عائلة عفاف فقرا وبؤسا حقيقيا فوالدها معوق في الحرب بين الحكومتين العراقية والايرانية ووالدتها ماتت مصدومة بقتل ابنها بسيف الارهاب تعيش مع اهلها في بيت اخرجتهم الحكومة منه فعاشوا مستاجرين يدفعون شهريا 400 ألف دينار عاشت في دوامة من التفكير بمعيشة اخواتها الستة وعلاج والدها وتوفير مقدمات استمرار اخواتها في الدراسة الثانوية والجامعية لم يتم تعيينها كمعلمة لانها خريجة معهد تعليم مسائي ، طلب منها اصداق المسؤولين مبلغا قدره ثلاثة الاف دولار نقدا مقابل تعيينها معلمة عاشت في دوامة ولكنها لم تعترض على خالقها لأنها تؤمن بان الخيرات كثيرة ولكن بسبب سوء التوزيع عاشوا فقراء (( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار )) راتب والدها التقاعدي قليل جدا وتحصل على مساعدات شهرية من معتمد السيد السيستاني ومكتب الشهيد محمد الصدر ومكتب الشيخ محمد اليعقوبي يبلغ مجموعها 500ألف دينار وهي تحمد ربها ولا تعترض لان مثلها ملايين العوائل وهذه المكاتب غير قادرة على اسناد الجميع زادت احتياجات اخواتها من ملابس واجور نقل ووو فازداد همها وقلقها ولكنها كانت صابرة متحملة زارتها امراة في بيتها وعرضت عليها عملا في دولة مجاورة تعمل محاسبة عند تاجر عربي لقاء راتب قدره 3 ألاف دولار خالص واكلها وتنقلاتها وسكنها عليه ، فرحت بهذا العمل لتوفر المال لاخواتها ووالدها اعطتها المراة عنوان امراة اخرى فهيأت نفسها للسفر ثم توجهت لزيارة الامام موسى الكاظم عليه السلام بكت عنده وقالت ياسيدي يا باب الحوائج عند الله اشفع لي عند الله لتكون عيشتي شريفة واسترني واخواتي ولا تحوجني الى شرار خلقك توجهت في صباح اليوم التالي الى تلك الدولة واتصلت بالمراة ثم توجهت لبيتها استقبلتها المراة استقبالا حارا وبدأت تشوقها للعمل ولكي تضمن قبولها اخذت جوازها واخفته عنها ثم اتصلت بالتاجر وقالت له : صدت لك حمامة جميلة كاملة الجمال عذراء لم يلمسها احد وفي اليوم التالي اصطحبتها لبيت التاجر ، فلما وصلت اصطدمت بغير ما كانت تتوقعه رات صورا خليعة في غرفة الاستقبال وصناديق خمر كثيرة فقالت للمراة ماهذا ؟ هذا ليس عملا اجابتها المراة انه غناؤك ستمشين على ارض مفروشة بالدولارات وستغنين اهلك واخواتك بهتت فلم تستطع الكلام واضطربت اضطراب الحمامة التي يراد ذبحها وفي هذه الاجواء جاء التاجر فراى فتاة جميلة متوشحة بعباءة سوداء تظهر على وجهها ملامح الشرف الممزوج بالبؤس والفقر طلبت منها المراة ان تذهب للحمام وتغتسل وتلبس ثيابا جديدة مع تزيين نفسها وتعطيرها ، لم تعترض وكأنها مسلوبة الارادة ولكنها مطمئنة انها لا تتعرض لسوء دخلت الحمام ثم بدات تخاطب ربها الهي وسيدي وربي من لي غيرك اشكو اليه كشف ضري والنظر الى حالتي الهي لا منقذ لي سوالك انت القادر على دفع السوء عني ، الهي لم اعصيك طرفة عين فانقذني يا منقذ ابراهيم من النار ويوسف من البئر ويونس من بطن الحوت الهي بستر زينب الهي بدم الرضيع الهي بكفي العباس الهي بجسد الحسين المقطع انقذني كما انقذت جدي موسى بن جعفر من السجن الهي امتحنت اجدادي بدمائهم فامتحني بدمي لا بشرفي وعفافي ثم تذكرت اجدادها الذين ملئوا الارض فحنت وبكت وانتحبت ثم بدات تتلو شعر المأساة

أفاطم لو خلت الحسين مجدلا ------- و قد مات عطشانا بشط فرات اذا لطمت الخد فاطم عنده ------ و أجريت دمع العين فى الوجنات أفاطم قومى يابنة الخير فاندبى ------ نجوم سموات بأرض فلات قبور بكوفان و أخرى بطيبة ------- و أخرى بفخ نالها صلوات) و أخرى بارض الجوزجان محلها ----- و قبر ببا خمرا لدى الغربات و قبر ببغداد لنفس زكية ------- تضمنها الرحمان في الغرفات و قبر بطوس يا لها من مصيبة ----- ألحت على الإحشاء بالزفرات الى الحشر حتى يبعث الله قائما ----- يفرج عنا الغم و الكربات كان التاجر يسمع صوتا جميلا عذبا توقع انها تغني ففرح كثيرا لانه وجد فتاة جميلة في كل شئ حتى في الغناء جذبته نغمات الصوت الجميلة فتقرب الى باب الحمام وبدأ يستمع عن قرب لنغمة صوت لم يسمعها من اية مطربة ؛ صوت دخل في اعماق نفسه وهز اوتار قلبه وحينما تقرب اكثر ليستمع الى محتوى كلماتها وجدها قبور وضحايا وكربات فبدا يفكر من هؤلاء اجدادها الذين توزعوا في الارض لم يتمالك نفسه وهو يستمع الى عذوبة صوتها ورقته وموسيقيته الحزينة وبدون اية ارادة منه اجهش بالبكاء والنحيب ولم يتوقف سمعت عفاف نحيبه وبكاءه فاستمرت بشعرها سأسقيك يادار الاحبة ادمعا ------ سواكب لم اعصر على الدمع ادمعا لقد هجت لي وجدا اذاب حشاشتي---- غداة رات عيناي ربعك بلقعا وقفت به والشوق ملؤ اضالعي ------ وقلبي من حر الزفير تصدعا اسرح لحظي لا ارى مايسرني----- به غير ما ادمى الفؤادواوجعا ==== استمر التاجر بالبكاء والنحيب ولكنه شعر براحة نفسية لم يشعر بها طوال حياته وشعر بطمأنينة عجيبة لايمكن وصفها؛ شعر بسعادة ونشوة لم يحققها له الخمر ولا المخدرات التي يتناولها بين الحين والاخر خرجت عفاف من الحمام فاطرق التاجر المخمور راسه الى الارض ولم يرفع راسه ثم سال عفاف عن ظروفها فجاوبته رفع يديه وهو يصك بها جبهته ويضرب بها راسه وينتحب باعلى صوته ولم يستطع ايقاف بكاءه لانه دون ارادة منه ورويدا هداته عفاف تحول المخمور المدمن الى انسان اخر خلال ساعتين بل تغيرت حياته باسرها وبعد اعتذاره من عفاف توجه الى مكان حذاءها فرفعه وقبله ووضعه على راسه ثم ارجعها الى اهلها فاشترى لهم بيتا واسعا وطلب فتح حساب لعفاف فاودع فيه 100 مليون دينار كمصرف اولي وبعد ستة اشهر عرض على ابنه الاكبر زواجه من عفاف فتم الزواج فما احلاها من سعادة
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1469
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 11 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28