• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قضية الامام الحسين عليه السلام في زمن الكورونا .
                          • الكاتب : حسان زيد اللامي .

قضية الامام الحسين عليه السلام في زمن الكورونا

قال الله تعالى في مُحكم كتابه العزيز من سورة الحج ( ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) صدق الله العلي العظيم.

ولعلنا اليوم نمر بشعيرة من أهم الشعائر الدينية الاليمة على قلوب اهل البيت بصورة خاصة وعلى قلوب محبي اهل البيت بشكل عام، الا وهي ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام واخيه ابا الفضل العباس واخوته عليهم السلام جميعا.

لكن هذه الذكرى أو الشعيرة وهو شهر محرم الحرام جاءت اليوم في زمن يختلف عن بقية الازمان وهو تدهور الوضع الصحي وانتشار الفيروس covid19 (فيروس كورونا) .

لذلك ماذا يجب علينا أن نفعل في ظل هذه الظروف الصحية التي غزت العالم وانهكت كل ما هو موجود فالسؤال يأتي هل نترك هذه الشعيرة وعدم المواساة لزينب وفاطمة عليهم السلام بسبب الظروف الصحية ام نتجاوب مع الشعيرة ونُجازف بارواحنا وارواح اولادنا من أجل احياء الذكرى الحسينية ونُقيم المأتم ، هل الامام الحسين واهل بيته يستحقون تلك المُجازفة ام لا؟

الكل يعلم أن الامام الحسين عليه السلام خرج لطلب الاصلاح في أمة جدهِ رسول الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وخروج الامام مع اولاده ونسائهِ واطفاله ما هي الا رسالة كبيرة للعالم أجمع أن كل ما يُضحي به الحسين هو لاجل الله سبحانه وتعالى ولنصرة الرسالة المحمدية في مقولته الشهيرة عليه السلام (ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فياسيوف خُذيني). والا كان باستطاعة الامام أن يُبقي اهل بيتهُ في المدينة وكل النساء والأطفال لانه القتال عليهم غير واجب ولكن كان أمر محتوماً لابد منه. لذلك الامام يسير وبقربه ولدهُ علي الأكبر ويقول نحن نسير والمنايا تسير امامنا فقال الأكبر يا ابتي اولسنا على حق فقال الامام الحسين عليه السلام ورب العباد نحن على حق فقال الأكبر إذن يا ابتي لا نبالي أن وقعنا على الموت او وقع الموت علينا. طالما نحن ننصر الرسالة الالهية ضد الظلم والفساد. أول من اشعل حرب الطف هو الامام الحسن عليه السلام حيث كان المُمهد لثورة الحسين يوم عاشوراء ، لذلك يجب علينا نحن المؤمنين بقضية الحسين أن نستمر باحياء هذه الشعيرة لانها هوية المسلم الشيعي الموالي لاهل البيت عليهم السلام وأيضا هذه الشعيرة توقظ البعض في الوقوف ضد الظلم والفساد، لو لم نقم هذه الشعيرة في ظل هذه الظروف الصحية لقالوا اعداد الاصابات أصبحت قليلة وهذه سببها عدم اقامة المجالس الحسينية وعدم زيارة الحسين في عاشوراء واحياء الذكرى وبالتالي لو أستمر الفيروس للسنة القادمة سوف يستغلون هذا الوضع الصحي بحجة طمس الثورة الحسينية وضياع هوية الشيعة وخصوصا اليوم اعداء اهل البيت كُثر منهم امريكا واسرائيل والاذناب التي تتبعهم سواء كانوا داخل العراق او دول أخرى معادية لاهل البيت .

لذلك نحن نستمر ونستمر ونُجازف حتى في ارواحنا في سبيل عدم تحقق ما يتمناه اعداء اهل البيت من أجل مواساة عقيلة الهاشميين ومن أجل نصرة الحق ونحن في هذا الوضع الصحي علينا أن نلتزم بالارشادات الصحية من لبس الكمامة والكفوف والتباعد الطبيعي وعدم الاحتكاك واستخدام المواد المطهرة هذا يكفي لكي تُحافظ على نفسك وبعد ذلك تستطيع اقامة المجالس الحسينية وهذا ما سمحت به المرجعية الرشيدة السيد السيستاني اطال الله بعمره عندما قال التزموا بالشروط الوقائية ولابأس احياء واقامة المأتم والحزن والبكاء على اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة .

لكن يجب علينا أن نستلهم من هذه الثورة العِبر والمواقف الإنسانية وتطبيقه على أرض الواقع. نعم نبكي على الحسين واخيه ابا الفضل ولكن بكاء بدون توظيف هذه المواقف التي تقربك من الله سبحانه وتعالى فالبكاء لايفيد ولاينفع .

الامام الحسين مدرسة وعلينا أن ندرس مناهج هذه المدرسة من عِبر ومواقف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف مع المظلوم والجهر بوجه الظالم ومحاسبة النفس الامارة بالسوء .

الامام الحسين عليه السلام خرج للاصلاح فعلينا أن نُصلح أنفسنا قبل ان نصلح الآخرين .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=147803
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19