• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الـزائــر الــعـارف .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

الـزائــر الــعـارف

 توطئة سريعة : أمران يمتاز بهما المخالفون والمُتربّصون للمذهب ، يتبعهم المُنافقون والمترددون والمرتدّون من داخل المذهب ، ومن خلال هذين الأمرين يتوهمّ هؤلاء ويُوهمون غيرهم بأنهم قد انتصروا عند النقاش او أنهم اصحاب حق .. وهذان الأمران هما :

١. اتّباعهم اسلوب التشكيك والهدم ، وهذا الاسلوب من اساليب المُفلس في قافلة العلماء ، وهو من أيسر الطرق واسهلها ، فطريقه لإثبات نفسه منحصراً من خلال الطعن في الآخر ، واسلوب التشكيك هو الاقرب فهماً لعوام الناس وتراهم أميل اليه نفساً .. بينما طريق الاثبات والبرهان والدفاع هو الطريق الأصعب ، وجمهوره اقل في العادة من الآخر .. فالهدم أيسر من البناء . ولهذا أعطني نقاشاً علمياً واحداً أو محاججة على اصولها واحدة حصلت بين علمائنا ومشككيهم وقد انتصروا بها علينا منذ عهد الائمة وحتى الان .. لا سوق لديهم الّا عوام الناس ..

٢. اكثر اتباع مذهب أهل البيت ع قد اخذوا عقيدتهم أخذ المسلّمات والبديهيات ، ولم يهتمّوا بالمبادىء والأصول والطرق العلمية والبرهانية الموصلة لتفاصيل تلك العقيدة واركانها ، ولهذا ترى أحدهم - وللأسف - يقف متحيّراً عند أول صدمة وكالّاً عن اجابة اول سؤال او ردّ أبسط تشكيك .. هذا الأمر استغلّه الآخر حتى اصبح ميزة له يستفيد بها علينا ..

في حين أنّ مذهبنا قائم على الدليل ومبني على المعرفة الحقّة ، نحن أبعد الناس عن السطحية وعن التقليد الساذج ، هذا ماينبغي أن نكون عليه ..

نعود لعنوان المقال :

ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : « مَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام عَارِفاً بِحَقِّهِ كَانَ كَمَنْ زَارَ اللهَ فِي عَرْشِه » . ( كامل الزيارات : ١٤٩ )

والكلام اولاً في معنى - عارفاً - الواردة في النصّ الشريف .

عارف : اسم فاعل من ( عرفَ ) ، و عرفَ تعني بحسب مراجعة معاجم اللغة ( كالتهذيب ، التحقيق للعلامة مصطفوي ) عدّة معان :

+ الإطّلاع على شيء والعلم بخصوصياته وآثاره وأسراره .
+ المعرفة أخصّ من العلم ، فالعلم يكون في الكليّات بينما المعرفة تكون في التفصيلات والجزئيات ..
+ تعني ايضاً الاعتراف والإقرار .

وللمعرفة آثار ، ومن آثارها : الصبر والسكون والطمأنينة ، ولهذا قيل : رجل عارف أي صبور ..

ثمّ نحتاج الى معرفة معنى لفظ - حقّه - ، وأيضاً تُتحفنا معاجم اللغة ببعض المعاني المناسبة لها :

+ الحقّ خلاف الباطل .
+ ما وجب وثبت ، أو الثبوت مع مطابقته للواقع .
+ حققت الامر بمعنى اصبح مُتيقناً .
+ حقيقة الشيء تعني منتهاه وأصله المشتمل عليه .

وعليه ، ومن خلال قوالب المعاني التي أخذناها من اللغة ، نستطيع بسهولة ويُسر أن نملأها بما يتناسب وزيارة أبي عبدالله ، فنقول :

على زائر الحسين ع أن يكون ذا اطّلاعٍ تفصيلي بخصوصيات ومقامات أبي عبد الله عليه السلام حيّاً وميّتا ، وبما تمليه لنا العقيدة الاسلامية الصحيحة ، وأن يكون كذلك ذا اطّلاعٍ تفصيلي على زيارة ابي عبد الله وبما تمليه لنا الشريعة الاسلامية الصحيحة ، وثالثاً أن يكون ذا اطلاعٍ تفصيلي ايضاً على مظلومية الامام الحسين ع وبما يفصحه لنا التأريخ الاسلامي الصحيح لكربلاء ..

ثمّ بعد هذا الاطلاع ( العقائدي والتشريعي والتاريخي ) نحتاج الى اقرار وايمان بكل ذلك من جهة ، والتزام وعمل بمضمونه من جهة ثانية ، مع الصبر والتحمّل من جهة ثالثة ..

على الزائر أن يكون دقيقاً في جميع المراحل اعلاه ، مراحل العلم والعمل ، لأنها لا تخلوا من باطلٍ مدسوس ، وخبيثٍ مغروس ، فالطريق الى عرش الله مملوء بحيل الشيطان ومكائده ..

ولا بدّ من تركيز الزائر على تفاصيل العمل ، فلنهتم بتفاصيل الزيارة ، لأن المعرفة متقوّمة بضبط تلك التفاصيل ، حركاتنا ، سكناتنا ينبغي ان لا تكون مخالفة لعنوان الزائر ولا أخلاقيات المزور ، لنتصور - بل هو كذلك فعلاً - اننا ضيوفاً في بيت ابي عبدالله .. فكيف سنكون ..!!

أمّا عوائد الزائر العارف ، فهذا ما يحتاج الى موضوع مستقل .. وفقنا الله وايّاكم لكل خير




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=148568
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 09 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29