أوساط ثقافية وأدبية وسياسية نجفية ترفض تأجيل أو إلغاء مشروعها الثقافي
أقامت المؤسسات الثقافية في النجف الاشرف ندوةً جماهيرية لنصرة النجف
عاصمة الثقافة الإسلامية على خلفية أنباء تناقلتها وسائل الإعلام تشير
إلى تأجيل أو إلغاء المشروع بطلب من وزارة الثقافة العراقية.
المشاركون في الندوة تلوا بياناً موقعاً من نقابات واتحادات ومجالس
ثقافية نجفية ترفض أي تأجيل أو إلغاء للمشروع مبدين أسفهم الشديد لعدم
إشراكهم في القرارات المصيرية التي تخص المشروع قائلين "وكأن الشق الأكبر
منه ليس ثقافياً وليس متعلقاً بمدينتهم ولا ببلدهم ولا يقع في صلب شؤون
المثقفين وعملهم اليومي".
المشاركون توقعوا صدور تبريرات رسمية للطلب داعين إلى عدم التفريط به
كونه فرصة تاريخية وحق رافضين سلبهم إياه تحت أي سبب أو مبرر،ورغم
إصرارهم على إقامة فعاليات المشروع الثقافي بما تمتلكه مدينة النجف وتزخر
به من تراث ثقافي وحاضر فكري متجدد إلا أنهم نبهوا أن دعمهم للمشروع لا
يعني دعماً للمفسدين والطارئين على الثقافة والمنتفعين الذين أساءوا
للمشروع في إشارة إلى بعض اللجان المشكلة في المشروع.
وهذا ما شاركهم به مكاتب علماء الدين في النجف حيث أكدت المرجعيات وقوفها
مع المشروع مع احتفاظها بملاحظات جوهرية حول بعض الأخطاء والهنات التي
شابت الطريقة التي ادير بها المشروع منذ إعلانه قبل سنوات والى اليوم .
المشاركون دعوا المثقفين وأعضاء المؤسسات الثقافية والتعليمية والتربوية
الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والنخب المتعلمة والمثقفة
من أبناء المدينة وشبابها وعشائرها إلى الخروج صباح الجمعة الموافق
16/آذار الجاري بتظاهرة احتجاجية في شوارع المدينة ضد مذكرة التأجيل.
كما طالبوا الإدارة المدنية ومجلس المحافظة ولجنة الثقافة والإعلام
البرلمانية ونواب المحافظة في البرلمان لتحمل مسؤولياتهم الكبيرة في
الدفاع عن إبقاء هذا المشروع وتنظيمه هذا العام بوصفه مشروعاً حضارياً
وطنياً و استحقاقاً لا يمكن التنازل عنه.
ممثل نقابة الفنانين ورئيس اتحاد ادباء النجف الشاعر فارس حرّام اعتبر
المشكلة الأكبر في المشروع هي إبعاد المثقفين والمؤسسات الثقافية عن
اتخاذ القرار الاستراتيجي الثقافي وليس إبعادهم عن الخطوات العملية
والتنفيذية الصغيرة فكل الجهات الثقافية هي ممثلة في المشروع حسب قوله
ولكنها على نحو ضعيف ولا تسنح لها الفرصة لتضع الخطوط العامة للمشروع أو
حتى تضع للمشروع تعريفاً.
حرّام استنكر عدم اهتمام الحكومة بالمشروع فمنذ إعلانه لم تحظ النجف
بزيارة لإحدى الرئاسات الثلاث كزيارة خاصة بالمشروع واللقاء بلجانه
متسائلاً إن كانت هنالك مشكلة مناطقية تحول دون اهتمام الحكومة
بذلك،ومحملاً إياها كل ما جرى في المشروع باعتباره نتيجة انعكاس أخطائها
في بغداد على النجف.
وأضاف حرام أن هنالك استهزاء بالثقافة واستهزاء بالمثقف النجفي من قبل
الحكومة الاتحادية واصفاً ذلك بالنكسة الكبيرة إن أؤجل أو الغي المشروع
والذي نتيجته ستدوي بصورة المثقف بين المجتمع ،داعياً إلى مقاطعة كل
الفعاليات الثقافية الحكومية كوسيلة للضغط عليها.
بدوره عميد كلية الفقه في جامعة الكوفة الاستاذ الدكتور صباح عنوز اعتبر
التخلي عن المشروع كالتخلي عن العرض لأنه يعني أن النجف غير قادرة على أن
تحيي الثقافة الإسلامية داعياً إلى إقامة المشروع بالاتفاق مع المحافظة
حتى وان أؤجل أو الغي.
عنوز اقترح أن يعلنوا مثقفو النجف بصلابتهم وشموخهم وقاماتهم التاريخية
التي ينتسبوا لها والتي وقفت في مجلس الأعيان في يوم ما ليعلنوا أن النجف
عاصمة للثقافة الإسلامية وهم من يقودها.
الإعلامي صالح العميدي حذر من عسكرة المجتمع حيث أشار إلى التخصيص المالي
الضخم لوزارة الدفاع مقارنةً بما خصص لوزارة الثقافة والذي اعتبره
المثقفين أنهم استهتار بالثقافة خاصةً وان وزارة الثقافة تدار من قبل
وزير الدفاع .




 |