• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الجهاد بالقرآن .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

الجهاد بالقرآن

استعمل القرآن الكريم لفظ ومفهوم الجهاد في أماكن متعدده من آياته وسوره الكريمة ، فتارةً أشار الى الجهاد بالنفس ، وتارةً بالأموال ، وأعطى لكل من الجهادين قيمته العظيمة في الإسلام ، قال تعالى { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } النساء ٩٥
إلا أن ثَمة جهاداً آخر ذكره القرآن الكريم لم يُلتفت اليه في العادة رغم أن القرآن وصفه بالكبير ..! ولا يذهب فكرُك الى مجاهدة النفس الذي وصفه الرسول الأكرم بالجهاد الأكبر كما في الرواية عند عودته من احدى المعارك .. وإنما نحن هنا بصدد النص والتعريف القرآني للجهاد الكبير وليس من خلال نص وتعريف السنة الشريفة وإن كانا من مصدرٍ ونورٍ واحد ..

فهل تعلم ما هو الجهاد الكبير في القران المجيد .. ؟ هو الجهاد بالقرآن نفسِه ، وهذا ما وصفه الله تعالى لرسوله ودعاه إلى العمل به ، قال تعالى { فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا } الفرقان ٥٢ ، في الميزان : " به " للقرآن بشهادة سياق الآيات .

ولا يخفى أن الجهاد الذي يضع القرآن بديلاً عن السيف وبديلاً عن المال هو جهاد الفكر القرآني وجهاد الاعجاز الالهي ، هو جهاد الحجة الدامغة وجهاد البرهان القاطع ، وهو جهاد المعرفة النورانية ..

وكل هذه المعاني للجهاد بالقرآن وغيرها تحتاج الى مقدمة لا بد منها ، وهذه المقدمة هي فهم القرآن والتدبر بآياته .. هذا أولاً ، ثم الإيمان بما جاء به من حقائق وأوامر وغيبيات وبشكل كامل وليس مجتزءاً ثانيا .. فقبل أن يكون القرآن سلاحَنا في المعركة الكبيرة للجهاد ينبغي أن نُتقن استعمال هذا السلاح ونُجيد استعماله وأن نثق به تمام الثقة ..

القرآن دائماً منتصر ، لأنه حق والحق منتصر ، قال تعالى { ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } البقرة ١٧٦ وقال تعالى { وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } الإسراء ٨١

اذن نحن بين يدي لون آخر من ألوان الجهاد الذي لا هزيمة فيه ولا تراجع ، وهو الجهاد الكبير في الإسلام .. فطوبى للمجاهدين .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=150220
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 11 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29