• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقفة معرفية مع السيد الحيدري .
                          • الكاتب : حسين المياحي .

وقفة معرفية مع السيد الحيدري

وقفة معرفية مع السيد الحيدري الذي علّل عدم قبوله بالحوار بأن الآخرين يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة:

١. يرى السيد الحيدري كما يرى بعض (العرفاء) أن الحقيقة (بحسب اعتقاد المعتقد)، لا بحسب الواقع. حتى نبوة النبي محمد (ص) هي حقيقة بحسب اعتقاد المسلم، لا بحسب الواقع. بل حتى وجود الله هو حقيقة نسبية قد تطابق الواقع وقد تخالفه.

وبناء على ذلك لا يمكن القول مطلقاً بأي ثابت.

فكون السيد الحيدري عاقلاً مثلاً، هي حقيقة نسبية لا واقعية، ولا يمكن - بحسب نظرية المعرفة عنده - إثبات أنه عاقل، كما لا يجوز أن يلام من وصفه بالجنون، وكذلك من وصفه بالابتداع والضلال وغيره. فهذه كلها حقائق ولا يلام المرء على قول الحقيقة.

٢. كيف يمكن لأحد أن يتبنّى أي مبنى معرفي إذا كانت الحقيقة بحسب اعتقاد المعتقد؟

مثلاً: أن التواتر يفيد اليقين كما هو في المنطق الأرسطي، أو لا يفيد اليقين كما عند الحيدري، كلاهما من الحقائق، وكلّ من الطرفين يعتقد أنه يمتلك الحقيقة، ولا فرق بينه وبين غيره في ذلك، فلا ثوابت ولا مباني.

٣. من حقق في موضوع ما، ثم قال: حققته بما لا مزيد عليه، فهذه حقيقة أيضاً. فلا وجه لرفضها من الحيدري. وهكذا في كل ما لا يوافقه من آراء، عليه أن يقرّ أنها (حقائق) كما أن آراءه حقائق.

خلاصة الأمر: أن هذه (الجرثومة المعرفية) أخطر على الحيدري وعلى عالم المعرفة من كوفيد 19 إذ إن الوجدان يشهد بوجود حقائق واقعية لا جدال فيها، والعقل يقطع بالكثير من القوانين التي لا نقاش فيها، كقانون العلّية وما ينتج عنه من نتائج.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=150340
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 11 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28