• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المسرح العراقي تحت رحمة الراقصات .
                          • الكاتب : غزوان المؤنس .

المسرح العراقي تحت رحمة الراقصات

لو نعرج على الثورات الاتصالية منذُ القدم الى يومنا هذا، سنجد ان الانسان مر بثورات اتصالية تمثلت بثورة الاشارة والرسم على الجدران، الكتب، المسرح، الصحيفة، الاذاعة، التليفزيون، الانترنت، مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الثورات الاتصالية اختلفت مع بعضها، مع اختلاف التطور الحياتي والتكنولوجي، مع بقاء الهدف المشترك بينهما.
من ضمن الثورات الاتصالية (المسرح) يمثل ثورة اتصالية بين اوساط الجمهور، حيث اهتمت الامم بتشيد المسارح كحال المسرح البابلي والمسرح الروماني والقائمة تطول، لتكون نقطة اتصال لايصال المعلومات الى الجمهور المتلقي.
العراق وبعد سنوات من الابداع المسرحي، اصبح تحت رحمة الراقصات للتحول خشبات المسارح الى (ملاهي) تحت عباءة المسرح الكوميدي.
يتصور هؤلاء ان المسرح الكوميدي يسمح لهم بفعل اي شيء حتى وان كان يخدش الذوق العام ويتعارض مع فلسفة المسرح وبعيد عن الواقعية.

فالكوميديا هو نوع من أنواع التشخيص الجميل أوالتمثيل، بتجسيد شخوص معينة في صور وقوالب مرحة من صنع المفارقات وتكون عروضا مسرحية ذات
طابع خفيف تكتب بقصد التسلية، في فصول سهلة تبنى على المفارقة أو هي عمل أدبي تهدف طريقة عرضه المرحة إلى إحداث الشعور بالبهجة أو بالسعادة.
لكن كل شيء تغير في بلاد المسرح البابلي.
إن ما انتهت إليه أحوال المسرح الكوميدي العراقي من انهيار في أسلوب تقديم الأفكار والاستغناء عن الجانب الجاد والطبيعي لتناول قضايانا الحياتية، والتشبث بالأسلوب الراقص الذى يمثل المسرح كما لو أنه منشأة سياحية، لهو أمر يجعلنا نتساءل عن تطور طبيعة العلاقة بينهما، ومعهما الممثل الذى يُعَد الوسيط الأساسي فى توصيل الكلمة إلى متلقيها.
حيث اصبحنا نشاهد المسرح العراقي اليوم ياتي بالراقصات و(الدبمكجية)، واصحاب الاعجابات الكثيرة في السوشل ميديا لتقديم المسرحيات، مع الابقاء على بعض الممثلين.
فاجساد الراقصات واكتاف الدمكجية المهتزة هي ايقونة الكوميديا واثارة الجمهور.
ولهذا يتوجب على وزارة الثقافة ونقابة الفنانين ان توقف هذا الهدر الاخلاقي من على خشبات المسرح العراقي، وتقوم ايضا باعطاء دورات مكثفة حول مفهوم المسرح الكوميدي لهؤلاء، لكون المسرح هو اداة خطرة للتأثير على المجتمع، وكذلك القيام بإرجاع بريق المسرح العراقي من جديد وارجاع هؤلاء الى اماكن عملهم الحقيقية.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=150580
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 12 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19