• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من قواعد الاقتداء بالسيدة الزهراء ع .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

من قواعد الاقتداء بالسيدة الزهراء ع


كلنا يعلم أن السيدة الزهراء ع حجة الله بل حجة الحجج كما في الخبر ، فقولها وفعلها وتقريرها يعتبر ديناً يُدان الله تعالى به ويُتقرب به اليه جلّ وعلا ، غير أن ثمّة بعض الأسس والاصول التي ينبغي توفرها على المقتدي بالزهراء ، كي يكون اقتداءه هذا صحيحاً ومنجياً ومنتجاً للثمرة ، وسنحاول هنا الإشارة الى بعض تلك الأسس وبإختصار شديد :

* المعرفة : معرفة الزهراء ع هو أول أصول الإقتداء وأهمها ، فأول الدين معرفته كما يقول امير المؤمنين ع ، وقد يظن البعض ان المعرفة تعني العلم وهو ليس كذلك ، فبين العلم والمعرفة فرق مهم ودقيق ، فالعلم هو مجرّد خزن المعلومة وإنطباع صورتها بالذهن بغض النظر عن مستوى التصديق والإيمان بها ، بينما المعرفة تعني الإيمان والأعتقاد الكامل بالمعلومة ، والعلم كذلك ليس بالضرورة ان يكون العالِم به عاملاً بما يعلم بينما العارف لا يكون عارفاً إلّا ان يكون عاملاً بما يعرف ومتأثراً بمعارفه ومنعكسة على حاله وأفعاله وأقواله ، والعلم كذلك طريق الحصول عليه تقليدي بينما المعرفة تحتاج الى ان تتحول تلك المعلومة الى نور يقذفه الله في قلب صاحبها ..

اذاً ، واجبنا اتجاه السيدة الزهراء ع أولاً هو المعرفة - وكل بحسب اناءه واستحقاقه - بسيرتها ومقاماتها وكراماتها وأهدافها وأسرار حركتها وسكنتها ، لا فقط كسب المعلومة وخزنها في الذاكرة ..

* الأصل والأساس الثاني والمهم من أسس الاقتداء بالزهراء ع هو أنّ هذا الإقتداء بسيدة النساء إذا أردناه على تمامه وكماله ينبغي ان يكون حالة عامة للمجتمع ولا يقتصر على فرد دون آخر ، فإن الاقتداء بهكذا شخصيات اذا كان مقتصراً على المستوى الفردي والشخصي فإنه نوع ظلم وتضييق لها وعدم اعطاءها حقها وبالتالي ظلمها على مستوى الاستفادة الاكمل منها ، وهذا هو حكم الاسلام نفسه ، فالإسلام ليس ديناً فردياً بقدر ما هو دين أمم وشعوب .. وسيرة أهل البيت ع هو الإسلام العملي والتطبيقي في قبال الإسلام المسطور في الكتاب والسنة . فهذه دعوة اذن الى أن يكون الاقتداء بالسيدة الزهراء حالة عامة للمجتمع وسيرة أمّة .. وبعدها سنرى ماذا ستفعل الزهراء عليها السلام في حياتنا .

* الاقتداء لا يعني تقمّص الشخصية : قد يعتقد البعض أن الاقتداء بشخصية معينة ( أي جعلها قدوة وأسوة ) يعني تقمّص شخصية القدوة ومحاولة القيام بمشهد تمثيلي يعيد مسلسل حياتها وسيرتها ، وهذا خطأ واضح وفادح وخاصة في معنى ومفهوم الاقتداء الاسلامي .. فالإسلام لا يدعو الى استنساخ الشخصية بقدر التحلّي بخصائصها وصفاتها الإيجابية والسير على نهجها بإعتبارها حجّة شرعية نأخذ منها ديننا ونتأسّى بها في دنيانا ..

آجركم الله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151101
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 12 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28