• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لا يتوقف تفسير القرآن عند حدّ .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

لا يتوقف تفسير القرآن عند حدّ

تفسير القرآن الكريم وبيان مراد الله تعالى من آياته الكريمة لا يتوقف عند حدّ معين ولا يمكن أن نضع تفسيراً نهائياً له ، ومن ادّعى ذلك فإنه بذلك سيضرب الإعجاز القرآني أولاً وسينقض أهم اغراض القرآن ككتاب خالد يجري مجرى الشمس والقمر كما في الخبر ..

طبعاً نحن نتكلم خارج دائرة المُرسل منه جلّ وعلا ودائرة المُرسل به صلى الله عليه وآله ومن هم عدل الكتاب صلوات الله عليهم اجمعين ..

ولتعزيز الفكرة وتوضيحها وتأييدها نحتاج الى أن ندخل في جانبين :

الأول : الآيات والروايات الدالة على هذه الحقيقة وهذه الصفة المتأصّلة في القرآن الكريم ومتلازماتها وحِكمِها والغرض منها ..

الثاني : الضرورة الواقعية والعلمية والوجدانية التي نتلّمسها من ضرورة عدم توقف القرآن الكريم عند فهم وتفسير معين وعدم امكانية ذلك من الناحية العلمية والعملية ..

وهنا سأركز على الجانب الثاني وأترك الأول لثقافة القارىء وفطنته :

من الواضح لكل من اطلّع على التفاسير القرآنية - بمختلف مناهجها - والبحوث العلمية والفكرية التي كان الكتاب المجيد مادتها ، من فقه وعقائد وأخلاق وعلوم طبيعية وعلوم إنسانية .. الخ فضلاً عن من مارس ذلك بيده تفسيراً أو بحثاً .. بأن الوقوف على مراد الله من آياته واستبيان مقاصد ومفاهيم القرآن هو من الحقائق المتحركة والقابلة للأنطباق على حالات لا حصر لها ولا تضييق ..!

فمفاهيم القرآن متحركة بتحرّك وتغيّر وتطور مصاديقها ، كالقوّة مثلاً في قوله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) .. فالخيل والسيف باتت اليوم طائرات وصواريخ ، ولا نعرف المستقبل ماذا ستكون ..!

ولا تنفك عملية التفسير من رفع ما يستجد من تشابهات وتناقضات في القرآن عند كل من تخيّل له وجود تشابه أو تناقض من قريب أو بعيد ..

ولا يفتىء المدافع عن القرآن أن يتبجح بالاعجازات القرآنية التي لا زالت تظهر وتتجدد في كل عصر ومصر مطردة مع ما يكتشفه الإنسان من علوم وقوانين وحقائق عن الكون وعن وجوده في هذه الأرض ..

ولا تتوقف عملية تبسيط وتيسير ألفاظ القرآن الكريم وأساليبه اللغوية والبلاغية المستعملة كلما ابتعدنا عن هذه اللغة زماناً ومكانا ..

ولا تتوقف عملية تحقيق التفاسير والآراء التفسيرية نفسها من قبل الأجيال المتعاقبة من المفسرين وهذا ما يفرضه طبيعة اتصال واستمرار تقدم العلوم وتطورها ..

كل هذه الأمور وغيرها تجعلنا نبتّ أنه لا يوجد تفسير كامل ونهائي للقرآن الكريم ما دامت الشمس تدور ومادام للقلم مداد وسطور ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151181
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 12 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19