• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دروس في تفسير القرآن .
                          • الكاتب : كاظم الحسيني الذبحاوي .

دروس في تفسير القرآن

بدأت في مدينة النجف الأشرف بعيداً عن أجهزة الإعلام، حلقات دروس ممنهجة لتفسير القرآن بحسب منهج آخر لم يعتمده المفسرون يقوم على تفسير الآية بأختها . خلافاً لما تصرّ عليه المؤسسات الإسلامية في العالم الآن من السير على منهج مفسري بني العباس،أمثال الطبري والفخر الرازي وأشباههما ، ذلك المنهج الذي يفسّر القرآن بأدوات الفن التي وضعتها السلطات الأموية أول الأمر ، من نحو وصرف ولغة وبلاغة وأسباب نزول ،وما إلى ذلك ،وسارت عليها الأجهزة العباسية وطورتها ورسختها في أذهان الملايين بحيث نشأ في ساحة المسلمين موروثاً تفسيرياً تذعن إليه النفوس طواعية دونما أدنى تدقيق وتحقيق ،غافلين عن حقيقة أن القرآن يفسر بعضه بعضاً ،فلا يُفسر بغيره إذا كان هذا الغير مما صنعته أجهزة الحكام التي أرادت طمس ثقافة القرآن ؛إلاّ بالحدود التي تخدم مصالحها . فالفخر الرازي والطبري حينما يفسران الضلال في قوله تعالى {وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى } الضحى : 7  ؛ إنما يفسرانه كمفردة عربية تبحث عن معنى وتجده في معاجم اللغة التي حاولت الأجهزة الحكومية ،وتحاول الآن فرضها كحجة على المسلمين وتحتج بها عليهم ولهذا تجدهما يقولان بكل صلف وغرور أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان قبل البعثة على دين قومه ، ويقصد بهم قريش، فعند تصفح الكثير من المعاجم اللغوية التي تقدم على أنها تراث عربي نجد أن غالبية مؤلفيها هم ليسوا من العرب، كالزمخشري، والفيروزآبادي،والجوهري،والرازي وغيرهم، أضف إلى ذلك أنّ معاجمهم حوت الكثير من السفاسف والترهات والكلام البذيء النابي، فكيف للمسلمين أن يركنوا إليها عند إرادتهم تفهم كتاب ربهم سبحانه وتعالى؛ ذلك الكتاب الذي يصفه أمير المؤمنين في الخطبة رقم 125من خطب نهج البلاغة :( هَذَا اَلْقُرْآنُ إِنَّمَا هُوَ خَطٌّ مَسْطُورٌ بَيْنَ اَلدَّفَّتَيْنِ لاَ يَنْطِقُ بِلِسَانٍ وَلاَبُدَّ لَهُ مِنْ تَرْجُمَانٍ، وَإِنَّمَا يَنْطِقُ عَنْهُ اَلرِّجَالُ ..) ؟
أما كتب النحو والصرف والبلاغة فقد خلت من الروح التي حملتها الآيات الشريفات ، لأنّها ميداناً للصراع والاختلاف بين أساتذة الفن ، من أجل إدخال المسلمين في متاهات تنأى بهم عن الدخول في عالم القرآن ،ولذا نجد أن جميع المشاريع القرآنية الحالية لم تأتِ أكلها بنشر الثقافة القرآنية داخل ساحة المسلمين لانشغالها بمسائل أثبتت التجربة أنها ثانوية ، كتحفيظ النصوص وأحكام التلاوة والأنغام وما إلى ذلك .
ومعلومٌ لدى الجميع أنّ عملية تفسير القرآن ارتبطت ذهنياً بالدراسات الحوزوية ،بحيث صار القرآن في حوزة فئة من فئات المجتمع الإسلامي ،وما على بقية المسلمين إلاّ الأخذ بما تقرره هذه الفئة لها  ابتعاداً حقيقياً عن كتاب الله، وتفسيراً خاطئاً لأحاديث المنع من التفسير بالرأي ،لا لأنّ الأساتذة الحوزيون غير قادرين على ذلك ؛بل لانشغالهم بتدريس وتخريج العلماء في الفقه وفي الأصول وغيرها  ممّا حال دون الاهتمام بدرس التفسير منذ أكثر من قرن من الزمان ، ثم أنّ القرآن كتاب المسلمين جميعاً وعليهم التفكر فيه والتمعن في آياته كلٌّ بحسبه في ما لا يخص آيات الأحكام الشرعية التي تؤخذ من أهلها حسب.
إنّ أصحاب هذا المجهود يعتقدون بأنّ عليهم الدخول إلى هذا العالم الرحب بأية طريقة ممكنة لما دلت عليه الآيات والروايات من ضرورة التدبر بكتاب ربهم عملاً بقوله تعالى في سورة العنكبوت : {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ48 بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ}{49} .أو قوله تعالى : كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ{ ص:29}، وغيرها ، فضلاً عمّا جاء في حديث الثقلين الشريف ووجوب التمسك .
يحضر هذه الحلقات مجموعة من الأكاديميين المتعطشين للتعرف على ما في كتاب الله من معاني تدمع لها عيون المحبين ،وتقشعر لها جلود الذين يخشون ربهم . وتتضمن هذه الدروس إجراء امتحانات تحريرية واختبارات متنوعة وحوارات قرآنية من أجل ترسيخ المادة في أذهان المتلقين . وتتركز هذه الدروس حول نظرية سمّاها كاتبها: نظرية البناء الغرضي في القرآن  . وللأسف فإنه لم يقم أحدٌ من المعنيين بتوثيقها وتسجيلها .
تقبلوا تحياتي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15125
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20