• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عالم المفهوم أكبر من عالم المصداق .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

عالم المفهوم أكبر من عالم المصداق

المفاهيم في هذا الوجود أوسع دائرة من المصاديق ، وليس لكل مفهوم في عالم المعنى مصداق خارجي محسوس في عالم المادة ، بل المعاني التي لها واقع خارجي قد تكون نسبتها الى تلك نسبة المحدود الى اللامحدود ، قال تعالى ( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ) ..

ولهذا فإنّ المفاهيم التي ليس لها مصداق خارجي قد عُوّضت بامكانية وقابلية التصديق بها بدون مصداق ، والتصديق بالنسبة لنا عبارة عن قابلية واستعداد بموجبه يُذعن العقل لبعض الاشياء وتطمئن النفس لها ويعمّ السكون اتجاه حقيقتها رغم وقوعها خارج دائرة محسوساتنا ومشاهداتنا ..

قابلية التصديق المودعة بنا لها منافذ كثيرة احداها واسهلها بالنسبة لنا هي المصاديق المحسوسة الخارجية ، غير انّ هذا المنفذ يعاني من مشكلتين :

الاولى : لا يسع لكل الامور في عالم المفهوم والمعنى وانما يقتصر على نسبة ضئيلة جداً مما يضطر صاحبه الى التورط ببعض الاوهام والتخيلات .

الثانية : لا يرقى الى مستوى عالي من المفاهيم وانما يقتصر على مستويات متواضعة ومتدنية ..

ولهذا وقع الكثير من اصحاب المذاهب الفكرية والعقائدية وغيرها في هذا الخلط وحسبوا ان منفذ المصداق هو الطريق الوحيد لتصديق عالم المعنى وتركوا باقي المنافذ التي تسعه كماً وتسعه نوعا ..

ومن هنا اصبح الذين يؤمنون بعالم الغيب وما وراء الطبيعة اقدر على فهم هذا الكون واوسع ادراكاً للحقائق بسعة ذلك الافق الذي اطلّوا عليه بمنافذهم الذهنية الواسعة والكثيرة ..

فالوجود عالمان ، عالم الغيب وعالم الشهادة ، له رب واحد وخالق واحد ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ) ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151394
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 01 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29