• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من أيّام الشيعة : ١٩ جمادى الآخرة .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

من أيّام الشيعة : ١٩ جمادى الآخرة

( زواج عبدالله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب - والدا الرسول الأكرم ص وآله )

أقدس زواج وأعظم اقتران عرفته البشرية ، ثمرتهُ هو سيد الكائنات ، وأثرهُ هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين ، فأكرِم به وأنعِم من زواج .

أمّا الزوجة فهي : آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركه بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

أمّها : بَرَّة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركه بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

جدتها : عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال السلمية ، وهي إحدى اللواتي أعتز بهن النبي (ص) : فقال : أنا ابن العواتك من سُليم .

وأمّا الزوج فهو : عبد الله بن عبد المطلب ، وكفى أن ننسبه لولده ونقول هو أبو سيد الخلق محمد .

الزواج الميمون : يذكر لنا التاريخ أنّ عبد المطلب عندما كان ينقّب عن زمزم وواجهته قريش بالأذى - القصة التأريخية - نذرَ إن ولد له عشرة أولاد أن يذبح واحداً منهم لله عند الكعبة ، فلمّا صار له من الأولاد عشرة واقترع عليهم وقع السهم على عبد الله والد النبي (ص وآله ) ، فتأسّى بجده الخليل إبراهيم (ع) ، ثم فدى ابنه عبد الله بمائة من الإبل .

ولما سلم عبد الله من الذبح ، قرر عبد المطلب تزويجه ، فأخذه إلى وهيب بن عبد مناف وهو عم آمنة بنت وهب وكانت تحت رعايته بعد أن مات أبوها ، وهي كما يقول ابن اسحاق في تأريخه أنها عندما خُطبت لعبد الله بن عبد المطلب : " كانت يومئذ أفضل امرأة في قريش نسباً وموضعاً " السيرة النبوية ١/ ١٦٥ ، فخطبها لولده عبد الله ، وخطب في الوقت نفسه إبنة وهيب وأسمها هالة لنفسه ، فزوّجه إياها ، فكان زواج عبد المطلب وعبد الله في مجلس واحد ، فولدت هالة لعبد المطلب حمزة ، وولدت آمنة لعبد الله محمداً فالحمزة (ع) هو عم النبي (ص) وابن خالته .

أمّا والدة عبد الله فهي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، وهي والدة أبي طالب أيضاً ، وقد خصّ الله هذه السيدة الجليلة بأن تكون جدة للنبي (ص) والوصي (ع) دون غيرها من زوجات عبد المطلب .

وهكذا شاء الله أن تكون هذه المرأة الطاهرة ــ آمنة بنت وهب ــ زوجة لعبد الله وأمّاً لسيد خلقه وخاتم أنبيائه ليكون أشرف الناس حسباً ، وأكرمهم نسباً ، فطهّره من الرجس ونقله من الأصلاب الشامخة إلى الأرحام المطهرة ، فكان خاتماً لأنبيائه وسيّداً لعباده ، فاصبحت من أكبر صانعات التأريخ كما تُعبّر بنت الشاطىء في كتابها ( تراجم سيدة بنات النبوة ) .

ينقل السيوطي في " الجامع الكبير " قولاً عن رسول الله - ص وآله- واصفاً به نسبه : لَم يلتَق أبَوَاي قَطُّ عَلَى سِفَاح، لمْ يزَلِ الله يَنْقُلُني مِن الأصْلاب الحَسَنةِ إِلىَ الأرْحَامِ الطَّاهِرَةِ مُصَفَّى مُهَذَّبًا لا تَتَشَعَّبُ شُعْبَتَانِ إِلا كُنْتُ فِى خَيْرهِمَا» .

توفي عبد الله بن عبد المطلب عند سفره الى الشام في تجارة ، وكانت آمنة بنت وهب حاملاً بجنينها العظيم ، شاء الله أن يكون هذا الزواج قصير المدة جداً -بضع شهور - ولكنه عظيم الأثر ..

فيحق اذن الإبتهاج بهذا اليوم والتفؤل به ، فهو يوم بناء أسرة ستنجب أعظم ذرية ، فيه من العبرة والمعاني العالية ما لا ينفد لمن أراد قال تعالى { أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا } .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151873
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 01 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18