• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لتغتني أنسانيتنا في مقام الصبر !! .
                          • الكاتب : عبد الهادي البابي .

لتغتني أنسانيتنا في مقام الصبر !!

 عندما نفشل في مشكلة  إقتصادية أو إجتماعية أو سياسية ، فعلينا أن لانقضي أوقاتنا بالندب والبكاء على الأطلال ، بل علينا أن نقضي وقتنا بالتفكير في أساس المشكلة،  ثم بالبحث عن حلّ لهذه المشكلة بما نملكه من وسائل بين أيدينا ، ولاننتظر أن يأتي إلينا أحد من خارج الحدود ليحلها لنا،  ونحن نبقى مشلولين في مقام الفشل والعجز ونتفرج على ذلك، وإذا لم نستطع حلّها  فعلينا أن نتعايش معها ، لأن الكثير من المشاكل التي لانملك حلّها الآن أو في المستقبل ، لابد أن نتعلم كيف نتعايش معها  ،أما أن نُهلك أنفسنا وندمر حياتنا وبلدنا إذا لم نستطيع حّل المشكلة ، فذلك يمثل  لنا ضعف إنسانيتنا، ولأن الله سبحانه وتعالى أراد لنا أن نكون أقوياء في إنسانيتنا وفي مواجهتنا للحياة ، كما أراد لنا أن نكون أقوياء في مواجهة الأعداء !!
وعلى ضوء هذا ، علينا أن نواجه كل المشاكل التي نعيشها كأمة وكشعب وكوطن ، سواء كانت مشاكل متصلة في قضايانا الإقتصادية أو السياسية أو الأمنية ، وأن لاتسقطنا الأزمات والمشاكل التي تصدر من الذين يأتون إلينا عبر وسائل الأعلام  أو بالجلسات الخاصة ليوحوا إلينا بأن لافائدة من مواجهة المشاكل أو نقد السلبيات وعلينا – كما يريدون - أن نترك الأمور على حالها ، ولأننا لانملك في موقفنا أية فرصة للخروج  من هذا المأزق الذي تمر به البلاد والعباد !!
فالواجب الوطني يحتم علينا أن ندرس مشاكلنا المتصلة بالواقع الدولي والأقليمي والمحلي ،دراسة دقيقة وعميقة ، ونلاحق كل ظروفها وأوضاعها وأمتداداتها  وخلفياتها حتى نستطيع أن نحرك بعض مانملكه من وسائل، وإذا لم نستطع حلها كلها ، فعلينا أن نعمل لنصمد في مواجهتها ..فالله تعالى يطلب من الأنسان أن يتحرك في مواجهة كل قضايا الحياة من موقع فهم الحياة جيداً ، حتى لايسقط أمام البلاء وأمام المشكلة ، وقد حدثنا الإسلام عن الصبر أمام البلاء والصبر عن المعصية والصبر على الطاعة ، وعرفنا أن الصبر لايمثل حركة إنسحاب من الواقع ،ولكنه يمثل حركة إرادة قوية أمام الواقع (وأصبر على ماأصابك أن ذلك من عزم الأمور )..ويقول تعالى للصابرين : قد تضغطون عل أعصابكم ومزاجكم وبعض أوضاعكم عندما تصبرون ، ولكنكم عندما تصبرون بقوة وقناعة وأيمان ، فهناك الجائزة الكبرى (أنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) ..
من هنا علينا أن نصبر على الكثير الكثير مما نواجه في حياتنا الفردية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية، ولكن علينا أن لانجعله صبراً سلبياً ، صبراً جامداً ليس فيه حركة ......بل لنصبر ونفكر ، لنصبر ونخطط ، لنصبر ونتحرك ، لنصبر ونتحدى ، لنصبر حتى تغتني إنسانيتنا في مقام الصبر ، وعندها نستطيع أن ننجي أنفسنا وبلادنا وشعبنا  ،حتى لانسقط أمام المشاكل والأزمات  ..!!         




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15213
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28