• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قول ما لأيمكن قوله قراءة في لبابة السر رواية شوقي كريم حسن .
                          • الكاتب : هيثم الطيب .

قول ما لأيمكن قوله قراءة في لبابة السر رواية شوقي كريم حسن

 لبابة السر في طبعتها الاولى عن دار الشؤون الثقافية لعام 2020 كانت في 464صفحة وقال عنها السارد انها انتهت يوم 13/2/2000 فهل كتب شوقيا هذا الصراخ قبل عرين عاما وهو يتوسل بالمعنى؟.

نحن ازاء اشكالية فهم هذا النص الروائي الذي استمر بحواراته حتى الخاتمة دون توقف الا بالإشارة الى ان هذا رقيم او مسلة بينما الحدث الاهم تمثل بالحوار ، انه نص الحوار الذي نحاول فيه فك بعض شفراته وصولا الى فهم المعنى .
تعمد السارد فيما يبدو هنا الى ان يرتقي بلغة النص واشتغل على جعله نصا سومريا بلغة حديثة ولكني لا أظن بان هذا يكفي لكي يجلب القارئ ، فماذا فعل السارد بهذا النص غير اللغة؟ لقد اراد ان يدون مواجع الجنوب والبلاد باسرها كما اظن في تلك الفترة القاسية من الدكتاتورية ، لقد ارتدى مسوح الكاهن وجاب الشوارع من مدينة الثورة الى باب المعظم الى ساحة الاندلس حتى استقر في سجن ابو غريب دونما هدى وهو يفكر بهذه المدونة وكيف يمكن ان ترى النور .
لقد كان يحلم ولأيمكن طبعا ان تتحقق كل الاحلام في الواقع لكنه اشار الى ان احلامه يرتبط وجودها بوجوده بين الناس وهكذا كان يعبد طريق الاحلام الى الناس بالتغيير وبقى كذلك الى يومنا هذا.
انا متيقن بان السارد يتخيل بان هذه المدونة هي سفر من حياة الانسان الخالدة على  هذه الارض ولذا فان غيابه كشخص لا يعني انتهائها وسواء كتبت في عام 2000 او 2020 فان صورتها النهائية هي ترسيخ الحقائق الانسانية رغم انه اعلن بان الانسان وجود مؤثر بغيابه تنطفي الاستمرارت وتغدو الحياة كتلا من رماد (ص214).
ما شغل ذهن السارد كما رأيت هي المدينة التي كان يحلم بالوصول اليها وهي استعارة رمزية ورغم معرفته بان المدن تتشابه لان نفر هي أوروك مثلما سومر هي بابل ومثلما لكش هي سومر (ص244) المدينة التي اتكأ على خيالها في هذه الرحلة الطويلة جدا ستبقى كذلك الى الابد لديه.
هل استطاع شوقيا ان يحل ازماته الوجودية ؟ ان يصل الى ما يريد؟ اذا اردنا الحديث الان عن السارد شوقي كريم حسن فسوف نقول انه الروائي الذي احترف الكتابة حتى صدقها وبقى يعايش آثام كلماته وحيدا وبصبر كبير وهو يحدق بنا كلما روى لنا شيئا من الاوهام والاكاذيب والحقائق التي تملا روحه فهو كاهن الكلام في هذا الزمن وصانع الخيال.
انه لا يريد الوصول الى غير معنى لوجوده الذي وجده في التدوين وهكذا ازداد حبا بهذه الحياة وما يثيرني الان كقارئ ومتابع لحركة السرد في العراق هو انني اصبحت ارى البدايات دائما ، فها هم ولو شئت لسميتهم بأسمائهم يحاولون في كل مرة البدء من جديد في صيرورة جديدة وذا اشعر بالحماسة معهم واتوقع ان للسرد في العراق مستقبلا مشرقا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=152398
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 02 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29