• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يحكمون ..وهم في القبور!! .
                          • الكاتب : حامد شهاب .

يحكمون ..وهم في القبور!!

 أن يحكم بعض الموتى شعوبهم وهم في القبور فتلك مفارقة ، في وقت يصعب على حكام كثيرين يمسكون بزمام السلطة ومتاريسها، منذ عقود ، وليس بمقدورهم أن يحكموا شعوبهم ، ولو لأشهر ، أو أن بإمكانهم ضبط الاوضاع في بلدانهم لأيام ربما ، وكأن وجودهم ليس له معنى، أو أن وجودهم لايقدم ولا يؤخر، كما يقال!!

يقول الجنرال فرانشيسكو فرانكو، الذي حكم إسبانيا بقبضة حديدية طيلة 40 عامًا كاملة، وتمنى أن تظل إسبانيا كما أراد لها أن تكون بعد رحيله؛ حتى انه كان يظن "أن الموتى يمكن أن يحكموا الحياة من ظلام القبور".

وبالرغم من أن فرانكو كن ديكتاتورًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، إلا أنه بنى إسبانيا الحديثة وبنى لها جيشًا قويًّا وإن كان أساسه 50 ألفًا من المجندين المغاربة الريفيين الأشداء، بقيادة الجنرال المغربي محمد أمزيان، لكنه بقي يحكم بلاده حتى اللحظة التي كان فيها الموت يقف على أعتاب غرفته.

ولا ينطبق هذا الأمر في قوة التأثير على الحكام والسلاطين فقط ، في قدرتهم على التحكم بشعوبهم بعد موتهم، بل أن الأمر ينطبق على فلاسفة وعلماء أعلام وكتاب وروائيين وربما فنانين ، تبقى لهم سطوة مستمرة في التأثير بما إمتلكوه من سحر الإلهام ، وفي قدرتهم على أن تبقى لإفكارهم وأعمالهم الابداعية تأثيرا لايمكن إغفاله على كثير من الشعوب، وتبقى ذكراهم العطرة تفوح روائحها الطيبة ، لأن ماقدموه من نتاج إبداعي ومعرفي وفلسفي، يبقى كنزا من الكنوز التي ليس بمقدور الشعوب أن تتناسى فضائلهم ودورهم في التاريخ الانساني!!

وبقيت فضائل رجال حكم كثيرين وشخصيات مؤثرة على مدى التاريخ يذكرها الناس بالإعتزاز والتقدير، لأن ماقدموه من نماذج حكم وسلطات شعبية وهيبة ووقار، تظل الشعوب تذكر فضائلهم هذه على مدى العصور!!

إنها قدرات كارزمية وآلهية إمتلكتها تلك الشخصيات ، ويبقى سحرها وقوة تأثيرها دائمين ، وهم من يجد فيهم الكثيرون أنهم مثلهم الأعلى الذي يتمنون ، وهم من يبقون في الوجدان تتذكر فضائلهم الأجيال ، وبمقدورهم أن يحكموا عقول البشر وهم يرقدون في القبور.. !!

رحم الله هؤلاء الرموز التي أثرت الانسانية بعطائهم وفكرهم ومكانتهم ، حتى بقيت آثارهم محل تقدير الملايين ، وهم من تنحني لهم الهامات إجلالهم لمكانتهم ودورهم ، ويبقى ذكرهم الطيب على كل لسان!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=152427
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 02 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19