• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مع الإمام المهدي في دولته / ٥ ( عدالة القيام ) .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

مع الإمام المهدي في دولته / ٥ ( عدالة القيام )

نتحدّث كثيراً عن عدالة الدولة التي سيؤسسها الإمام المهدي ، ونجتهد في رسم شكلها والتعرّف على مؤسساتها وطبيعة عملها .. في الوقت الذي أهملنا به عدالة القيام والثورة وحرصنا على تصدير شكل واحدٍ من أخبار الظهور التي قد سببّت عندنا وعند غيرنا ذعراً ورعباً من المهدي وقضيته .. في حين أن عدالة المهدي واحدة ، في الحرب وفي السلم ، هو قائم من أجل أن يملأ الأرض عدلاً وقسطا .. فكيف ينقض الغرض الذي غاب آلاف السنين من أجله ..!!

لا يخرج الإمام عليه السلام لفئة دون أخرى ، ولا ينتصر لطائفة دون طائفة ، سيحظى الجميع بنفس فرص الإنضمام لثورته ، ولا ينتصر إلّا لقضيته فقط وفقط ، وكل من يقف في وجهه سينال نفس القسط من نمير سيفه ، وهذا ما تقرره لنا مستندات القضية والأوراق المسرّبة من ملفّاتها حيث أن الكوفة والتي هي معقل شيعته ومقرّ إمامته وولايته سيطال سيفه شريحةً مهمة من علمائها ومديري شؤونها ما داموا يشكّلون حجر عثرة في طريق الإصلاح المهدوي .

عن الإمام الباقر (عليه السلام) : " إِذَا قَامَ القَائِمُ (عليه السلام) سَارَ إِلَى الكُوفَةِ ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا بَضْعَةَ عَشَرَ أَلْفاً يُدْعَوْنَ البَتْرِيَّةَ ، عَلَيْهِمُ السِّلاحُ ، فَيَقُولُونَ لَهُ : ارْجَعْ مِن حَيْثُ جِئْتَ (فَلا حاجَةَ) لَنَا فِي بَنِي فَاطِمَةَ ، فَيَضَعُ فِيهِمُ السَّيْفَ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى آخِرِهِمْ ، ثُمَّ يَدْخُلُ الكُوفَةَ فَيَقْتُلُ بِهَا كُلَّ مُنَافِقٍ مُرْتَابٍ ، وَيَهْدِمُ قُصُورَهَا ، وَيَقْتُلُ مُقَاتِلَهَا حَتَّى يَرْضَى اللهُ (عَزَّ وَعَلا ) . الإرشاد للشيخ المفيد ص ٣٦٤

سيخرج الإمام وليس لديه صفقة مع أحد ولا اتفاق سياسي مع جهة ، في إكمال الدين : بسند متصل إلى أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صاحب هذا الأمر تغيب ولادته عن هذا الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ويصلح الله عز وجل أمره في ليلة .

سيخرج الإمام ومعه خيرة الناس ومن أفضل ما خلق الله ، تصفهم الرواية : { لم يسبقهم الأوّلون ، ولا يدركهم الآخرون } .

نعم ، يبقى الحديث عن مقولة العدالة ، فإن المُجرم المذنب تراه كارهاً للقضاء مرعوباً من أروقته كلما كان القاضي أكثر عدالة وكلما كانت المحكمة أحرص على تطبيق قوانينها ، قال تعالى { فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } الأنعام ١٤٧ ، فليس من العدل أن تتهاون عن المُخطأ ما دام التهاون يعني اغراراً للباطل ، وليس من الرحمة التجاوز عن المسيء ما دام التجاوز يُعتبر بنفسه اساءة .. العدل هو أن تعطي كل ذي حق حقّه وأن توضع الأمور بنصابها الطبيعي ، الشدّة عند الشدّة والحزم عند الحزم واللين في وقت اللين ..

أعتى الحروب تخوضها في عصورنا هذه تلك الدول التي تدّعي العدالة ، وأقذر الوسائل تستعملها والتي خلّفّت ملايين القتلى والمهجّرين والعُراة والجائعين .. فالحرب النووية والبايلوجية والحروب الاقتصادية .. هي سمة العصر بحجّة وإدّعاء رفع الظلم وبسط العدل ..!! سيظهر المهدي وسيحارب هذا الشكل من العدالة المدّعاة بعدالة ربانية إلهية معصومة لا تقبل بالخطأ ولا تتحجج بالغايات ..

#١٥_شعبان
#وَأَشْرَقَتِ_الْأَرْضُ_بِنُورِ_رَبِّهَا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153355
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 03 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28