• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : القرعة هي الحل  .
                          • الكاتب : صالح حميد نعمة اليساري  .

القرعة هي الحل 

 ليست اصابة المقاتل محمد محمود ابو لحمة هي التي أثارت الأزمة في تشكيلنا المجاهد؛ لكونها كانت متوقعة لخطورة ما يقدم من منجز، فكان هو قبل غيره يتوقع كل يوم مثل هذه الإصابة؛ كونه يحمل سلاحاً رشاشاً محمولاً على سيارة جيب، تتحرك داخل مناطق المواجهة، فتصيب أهدافاً، وتؤثر فيها تأثيراً مباشراً، أدخلت الرعب الى قلوبهم المريضة، ولكونها تتحرك طوال ساعات اليوم، وبأمكنة متحركة غير ثابتة سرقت النوم من عيونهم ومن بالهم الراحة.

 حشدوا حزمة نار من جميع الجهات برز ليباغتهم، فأصيب المقاتل محمد محمود في ذراعه، والحمد لله نقل الى المستشفى في الوقت المناسب، فتجاوز مرحلة الخطر، بدأت الأزمة في تسمية البديل، الجميع يريد شرف الارتقاء وتحمل أعباء هذه المهمة القتالية الصعبة، واشتد العناد بين المقاتلين، واذا بصوت القائد محمد عبد الأمير يفاجئنا هذا الرجل الذي خبرت مواقفه منطقة العوينات من قاطع سامراء، وعرفت شكيمة هذا الرجل الميساني المجاهد، القضية التي تشغل القلب وتؤلمه، هو أن هذا الرجل رزق قبل ايام بولده البكر، فقال حينها: شباب من منكم يستطيع أن يخمن اسم ولدي؟ وبدأت التخمينات، البعض قارب اسم الاب مع المتعارف من الأسماء، ومادام الأب محمد يعني الولد جاسم، قال: لا.. تحسين، باسم، عبد الله، رزاق ولم يفلح أي تخمين فقال حينا ان ابني اسمه (ابو عبد الله) يا لهذا الاسم الذي ادهش الجميع، مبارك عليك (يا ابو ابو عبد الله).
 هذه الاشياء وغيرها جعلت المقاتلين يصرون على رفضهم ان يصعد القائد على سيارة الجيب، قال لهم وكأنه يتوسلهم: دعوني ارجوكم بعد اطلاق الفتوى من قبل سماحة السيد السيستاني (دام عزه الوارف)، استنهضت فينا الغيرة وعزيمة الرجال لتحرير اراضينا من دنس الارهابيين الدواعش، لابد لنا من جهاد هذا الارهاب الوحشي، الذي نزع عنه جلد الانسانية.
 أنا ما جئت هنا لأكون قائدا، بل دعوني ارجوكم لأرسم مسيرتي بشرف المقاتلة، واما أنتم فأجروا القرعة امامي، لنرى من سيصعد بعدي، القرعة هي الحل، لكي لا يثار ضجيج المنافسة من جديد، وراح يضحك بفرح، وجميع المقاتلين حزانى قلقين.
 تكمن الخطورة في الحديد أي رصاصة تكفي لإثارة الشظايا، لهذا يعد رجل الرشاش من الضحايا، وهذا القائد لم ير ابنه بعد، لكن لا أحد يقدر على اصراره العنيد، كانت صولاته لها طعم المجازفة حتى صارت سعادته ان يبقى في سوح القتال، كان يقول لرشاشه: انا لا اترجل عنك الا شهيدا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153380
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 03 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19