• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فاطمة بنت رسول الله لم تمت..!! القسم الأول .
                          • الكاتب : حسن عبد الهادي اللامي  .

فاطمة بنت رسول الله لم تمت..!! القسم الأول

  الشخصيات المتفردة بالكمالات الانسانية والدينية لها الأولوية في الفضاء التاريخي، فمراصد الوالهين تترقب وأنظار الباحثين في الاثار تنقب، ففي تراث الماضي نفائس صاغتها مواقفهم ويتناثر على طول مسيرتهم رياحين الثناء والحمد والاجلال والاكرام، فالنفوس جُبِلت على الثناء، حينما تشاهد الجمال ويتناهى اليها ذكر اهل الفضل.

وسيدة عظيمة كفاطمة بنت محمد يتشرف التاريخ ان يضع في مدوناته اسمها الشريف، فكيف بسيرتها المباركة، ومآثرها الحميدة، ومواقفها الكريمة:
هي بنت مَن؟ هي زوج مَن؟ هي أم مَن؟ ... من ذا يداني في الفخار أباها؟
فحازت (سلام الله عليها) جمال الظاهر والباطن وشرف الحسب والنسب..
وما سطره المؤرخون في كتبهم من قصص، ومرويات عن مكانتها في الاسلام وعند النبي الاكرم ودورها في الحركة الرسالية في مكة والمدينة، ومواقفها المشرقة قبل وفاة النبي وبعد وفاته: ينبغي ان يستوقفنا ذلك، وان نُمعن القراءة بكل اهتمام لتلكم الشخصية الجليلة وآثارها الزاهرة. 
 وينبغي ان تكون قراءتنا لها ثمرة واثر ايجابي على سلوكنا وطريقة تفكيرنا، فنستهدف منها العبر والدروس لبناء وتطوير ذاتنا واسرتنا ومجتمعنا، وينبغي ان يكون التفاعل محيياً للمشاعر الطيبة، ومحركا نحو الاهداف التي كانت تسعى لأجلها سيدة نساء العالمين في حياتها الطيبة والمباركة.
 وأما الوقوف عند قضية وفاة السيدة فاطمة قد يجده البعض هو امر لا يقف وراءه سوى دافع مثير للمشاحنات المذهبية، ومؤجج لنيران الاختلاف في التوجهات الفكرية، والمتبنيات العقائدية، والتكتلات الاجتماعية، فمن هنا يتوجب على الباحث والمفكر أن يطوي صفحة طواها الزمن ولا يمر عليها بما يثير الإحن، فهذا الادب هو الاجدى في جعل الاجواء صافية، وهذا النحو هو الأحجى في السلامة الاجتماعية وديمومة العافية، غير ان هذا الذي ينادي به الكثير من المفكرين ينقصه التقبل لكل الموروث..!، ويجعلنا امام خلل اخلاقي وانحراف في القيم..!.
 فان الانتقاء سمة للتوجهات، والفرز حالة تلازم الذوقيات، وهذا بحد ذاته هو التمذهب والتحزب والتكتل..!!
 فما رآه ذلكم البعض على انه مثير للمشكلات صار هو من يحمل دافع المحاباة والتحيز بل هو الاجحاف والظلم بعينه حينما نستر اعيننا عن شيء ونغض الطرف عن حوادث تحت مبررات غير منطقية، ويرفضها المنهج القويم في التحقيق والبحث.. والحقيقة مطلب الباحث..!، وهي ابنة المنهج سواء رضينا او رفضنا، ووفاة شخصية كفاطمة وبعمر مبكر وتحت ظروف يكتنف بعضها الغموض، وبعضها فيها من الإشارات ما يدفعنا الى التحقيق والتساؤل بحثا عن الحقيقة التي بها يتضح للجميع الواقع الذي يكشف لنا علة التشظي الذي حصل للامة بعد وفاة النبي الاكرم كمدا، ومنها يعرف بداية نشوء المذهبية والتحزبات في الاسلام..!، ومن هي الفئة التي جرّت الويلات على أمة النبي الاكرم، وزجت بكبار الصحابة في معتركات سياسية أودت بحياة الكثير منهم.
  ولعل من أهمِ ثمرات ما نروم الخوض فيه هو تشخيص الورثة للعلم النبوي الذي به تحصل النجاة، وتُنال السعادة في الدنيا والاخرة، وما اظن عاقلا يجازف فلا يتمحص اثناء بحثه عن السائق الحذق والمتمهر لسفره من بلد الى بلد..!، فكيف في سفر الاخرة ألا يجد ويجتهد الطالب الراغب في بحثه عن الادلاء على دين الله..؟!، والهداة لشرعه وحملة كتابه وورثة انبيائه..؟
وهذا الامر لا يستهين به الا كل من هان عليه امر اخرته واساء الظن بربه ونبيه، فموت فاطمة بنت النبي بهذه السرعة وبعمر الورد بسن الـ18 وعند البعض 28 سنة مع وجود بعض الدلائل والشواهد التاريخية التي لا ينكرها الا مُغرض ولا يقصيها الا محابي على وجود اكثر من سبب يثبت ان فاطمة لم تمت بل هي مقتولة..!!
وليس بالضرورة ان يكون السلاح ماديا كالسيف او النشاب، بل السلاح المعنوي أشد فتكا وتأثيرا كالغدر والهضم والخذلان والظلم والاجحاف والاقصاء كلها تذبح الانسان بِبرود وتقتله شيئا فشيئا، وخصوصا اذا كان ذا مشاعر نقية واحساس مفعم بالحياء والصفاء والكرم وكل تلك المشاعر تفوح من فاطمة الزهراء، وبتعبير ابيها رسول الله: "لو كان الحُسنُ شخصا لكان فاطمة، فهذه الطعنات المعنوية اشدُّ تأثيرا وأكثر ألماً وعمقاً في قلب سيدة نساء العالمين، وهي ترى سوء معاملة بعض الاصحاب لها وخذلان الانصار وهجران المهاجرين هذا ولم يدم على رحيل سيد الانبياء الا ايام قليلة..!!
 ورب سائل يقول: وما الشاهد على ذلك..؟ اقول: سأضع بين يدك ما يثبت مقالي ويعزز من كون السيدة فاطمة رحلت بصورة مبكرة وهي مقتولة نتيجة الطعنات المعنوية من الخاذلين والغادرين ما جاء في كتب تاريخ المسلمين:
 جاء في تاريخ الطبري انه لما احتضر ابو بكر قال: إني لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن...، وذكر من جملة الثلاث: فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، وإن كانوا قد غلقوه على الحرب].
وفي نفس المصدر، يذكر موقف عمر بن الخطاب: أتى عمر بن الخطاب، منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال: واللّه لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة فخرج عليه الزبير، مصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه.
 وذكر ابن عبد ربه الأندلسي لدى ذكر الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر: علي والعباس، والزبير، وسعد بن عبادة، فأمّا علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حيث بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليُخرجهم من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم، فأقبل بقَبَسٍ من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة، فقالت: يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأُمّة..! (العقد الفريد: 4/ 87، تحقيق خليل شرف الدين).
وزاد بعضهم:
 قال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنّها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة، فقال: وإن..! ثمّ وقفت فاطمة على بابها، فقالت: "لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقاً" (18. أعلام النساء: 4/ 114).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153471
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 03 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 26