• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شعائرنا المقدسة... هوية وإنتماء .
                          • الكاتب : هاشم الصفار .

شعائرنا المقدسة... هوية وإنتماء

  في ظل الترابط العقائدي والوجداني الذي يجمعُ أبناءنا تحت خيمة وظلّ سيد الشهداء (ع) وشعائره المقدسة التي يحيونها كلّ عام، حُبّاً بالإمام الحسين (ع)، وعزماً يستمدّونه لمواصلة الدرب على هذا النهج النيِّر المشرق بالتضحية والفداء. 

أقول في ظل كلّ ذلك، تتعالى بعض الأصوات المندّدة بحالات معينة، هي إما طارئة لا تمتُّ إلى الروح الشعائر بصلة، وإما هي أمر طبيعي في ظلّ تزايد وتنامي الهيئات والمواكب الحسينية، وتزايد أعداد المنضوين تحت راياتها المباركة... الأمر الذي يجعل من مدينة كربلاء المقدسة شعلة متوهّجة من قوافل العزاء بكافة مراسيمها... وبالتالي هو أمر ليس ببعيد عن هوية هذه المدينة الحسينية؛ وأهالي كربلاء وكل من يفد إليها للزيارة هم مشاريع تعبئة واستنهاض لإبراز الوجه الحقيقي والمشرق لهذه المدينة الصابرة المجاهدة التي حملت راية الإباء ومقارعة الطغاة مذ وطأها أبو الأحرار (ع) بأقدامه الشريفة، ليوقدُ من دمهِ الطاهر سراج الحرية والكرامة الإنسانية، ويضحى عبقه الزاكي - وعلى مرّ التاريخ - ناقوساً يعلنُ انفجار الثورات بوجه الاستبداد والمستكبرين؛ لأن التضحية بالغالي والنفيس من أجل العقيدة والمبدأ هو ما يحفظ للمكونات الإنسانية كرامتها ووجودها المتأصِّل على وجه البسيطة؛ فالقوانين الوضعية التي يسنّها بنو البشر لا تخلو من الجور والحيف الذي يقعُ على الشعوب المستضعفة، فإن لم تكن تلك الشعوب توّاقة للحرية ولتحسين أوضاعها، أصابها مع تقادم السنين الفتور في الهمّة، والاستخذاء المشين، وترى الضعف وقد دبّ في كلّ مفاصل الإرادة، وعمّ اليأسُ من وميض أمل يلوحُ في الأفق.
 لذا كانت شعائرنا المقدسة الجذوة المتقدة في النفوس، تحفظ لنا روح الهوية والانتماء عبر السنين، من أن تعصف بنا رياح التيارات المنحرفة، والحفاظ عليها من كلّ ما يشوبها أو يسيء إليها، لهو حمية لديننا ونهجنا الحسيني الخالد.  
 ونحن إذ نكتب مع كلّ قصورنا وتقصيرنا عن نهضة الإمام الحسين (ع) وشعائره المقدسة في سوح الذكرى، وعن أحداث الطف الخالدة، لا ينفض القلم غبار الواقعة، ولا تنجلي عجاجة المعركة حتى تعتصر مآقي الدمع ما جال من حزنها، ويشتدّ أوارها، وتتوشح السطور رداء الحزن مع انسياب مداد الفاجعة، ويغدو كلّ ما فينا ينادي: يا حسين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153774
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5