• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سايكولوجية  الصيام  و التنمية البشرية .
                          • الكاتب : سعد محمد الكعبي .

سايكولوجية  الصيام  و التنمية البشرية

 الصيام عن الأكل والشرب لفترة من الزمن يعــُــد تنظيفا لطاقة الجسم بصورة قوية جدا مما يسمح لجهاز المناعة بالعمل جيدا لإعادة الخلايا والبناء النفسي والجسدي إلى صورته الطبيعية الفطرية فتتحسن نفسية الشخص ويتحسن أداؤه في العمل إن أحسن الصيام بوعي وإدراك لفوائده , من المعروف أن الذنوب تضر بطاقة الجسم وتؤدي إلى اختلال فيه لذا يعتبر الصيام أحد الطرق التي تعيد توازن الطاقة في الجسم وإزالة أثر الاختلالات التي حدثت في الطاقة بسبب هذه الذنوب .

وسنتناول في موضوعنا هذا محاور عدة نسلط من خلالها الضوء على البعد الاخر للصوم :

شحن الطاقة الروحية بالإيجابيات 

من المميزات التي وضعها الله سبحانه وتعالى فى الكون خاصة خلال هذا الشهر المبارك هي عدم اجتماع ضدين في مكان واحد ، فلا يجتمع النور والظلام ولا  الطاقة الايجابية  ولا  السلبية ، ولا يجتمع الملائكة والشياطين في نفس الوقت.

 من  اليوم  صُمْ   لأنك  لم  تصُمْ  من  قبل, والصوم  هو  سر  بين  العبد  وربه , فاكتم صومك وتمتع به والصوم  هو  الامساك  عن  كل  شيء , لكن  خذ  طاقة  الباطن  منه  و نحن  على ابواب هذا الشهر, رمضان الطاقة  الايجابية والبناء  الروحي  والجسدي,  شهر  الاستغفار والتوبة والتغيير, وشحن  الجسد  السنوي,  شهر  انسحاب  الاكل  المادي  ووقت  الغذاء السماوي, فلو نظرنا إلى شحن الطاقة الروحية بالإيجابيات  لهذا الشهر  لاختصرنا اعواماً كثيرة من التدريب على شحن العقل بالايجابيات .

حرر نفسك من قيودك

يؤكد علماء الطاقة أن هناك شهر من السنة تتكاثف خلاله الموجات الضوئية حوالي 30 يوم وهو شهر رمضان فعندما   يهل   الشهر كن  على استعداد لشحن روحك بطاقته الايجابية ,من  اليوم  انوي و قرر أن تكون  مع الله بأعمال وعبادات  ورصيد يؤهلك لتعيش  سعيداً  وصحياً؟ ، فالشياطين مصفدة بسلاسل,  فعليك  ان تكفر عن ذنوبك وتمحي  من  ذاكرتك  كل  حالة  سلبية  او  عادة  تريد التخلص  منها,  ان  الله لا يغير  ما بقوم  حتى  يغيروا ما  بأنفسهم, فالأنسان  مبرمج  لا  ارادياً ( فطرياً او مكتسباً)  على  عمل  ما او حالة نفسية  مضى عليها زمن معين فالعقل الباطن تعود وتغذى على   هذه  الفكرة  مهما  كانت  وهو  يميل  ميلان كامل   على أي  طبع  متغذي  عليه , فمثلا تعود رياضي ما على اجراء تمارينه يوميا عصرا  , فاذا  تأخر على  الموعد  المحدد  الذي  اعتاد عليه   سنجده في  صراع وارتباك  ولوم  لنفسه  وشعور بالإحباط او التقصير , كذلك الحال مع  المدخنين المدمنين فتراهم سريعي الغضب في حال لم تتسنى لهم فرصة للتدخين  , الانسان  اذا  اراد ان  يغير   أية  حاله نفسية  سلبية  عليه  التحلي بالصبر   في بداية  التغيير  لفترة  اسبوع   وخلال هذه الفترة سيكون مليء   بالصراعات  النفسية  وبعد  ذلك     سيتحرر من  تلك  الموروثات   لكن في الاسبوع الثاني ستتوزع الطاقة  السالبة   وفي  حينها  سيكون  التعود   وستتبرمج  في  العقل  فكرة  التغيير  وفي  الاسبوع  الثالث   سيتبرمج  بقوة  العقل  الباطن  بشكل  افضل بكثير وستشعر  في  الراحة  النفسية   وستلاحظ  بانك  انسان  جديد  ومميز .

  اذاً ما سبق هو برمجة سلبية تقيد الانسان وتمنعه من التحرر,  وفي  الجانب الاخر نجد ان هنالك عادات وافعال تمنح فاعليها ايجابية روحية وشعور بالارتياح والسرور والرضى منها افعال الخير وتقديم المساعدة متى ما احتاج احد ما لها ودون توقيت معين .

 

نية الحفاظ على العبادات

 يصاب اغلب الصائمين بالكسل  بعد  الافطار نتيجة كثرة تناول  الطعام  ,  فلو تولدت لديك النية للذهاب بعد  الافطار  الى  الجامع للصلاة وقراءة القرآن  او للقيام  بأي  صورة  من  صور التعبد  هناك, ستشعر   بتجدد  الحركة  والقوة  والفكرة  وستواجه  طاقة  قوية  ايجابية  متعددة  ,  بل قد يتعدى الامر اكثر  من  ذلك  بكثير كما سينتابك شعورا جادا بوجود الملائكة    في  مواضع  الذكر  والعبادة  وهي  أيضا  تحمل  ام  الطاقات  الايجابية  وفي  هذا  الشهر  العجيب عليك  ان  تتسرق  الاصوات  ليلاً وان تكون منتبهاً   جدا عندها ستسمع   اصواتاً  بعيدة  جدا  تتلو  كتاب  الله وسيدفعك الفضول لتتحرى  عن  ذلك  الصوت  ولا تجده لكنك ستعرف ان ما يجري هو حضور كشفي سمعي .

وكي  تجدد  كل  حياتك  في  هذا  الشهر  انوي  المحا فظة  على  الصلوات في  اوقاتها   وحاول  ان  تكون  انساناً  جديداً  والعمل على ترك  كل  سلبياتك  المتوارثة  والمداومة على تقديم العون لأهلك  واصدقائك  والمحافظة  على  الصوم وعدم اضاعة طاقاته  بالاغتياب كما ان عليك   ان  تشحن  وتروض  قرينك  لأنه  سيشهد  عليك  يوم  الحساب  بانه  برئ  منك ومن  افعالك وهذا  الشهر  هو  شهر  الامتحان  السنوي  وشهر  الطب  وشهر  الشحن  الروحي  والتجدد.

  سايكولوجية  الصيام

يشير علماء  التنمية البشرية أن سر الشعور بالكسل والخمول هو تأخير الصلاة بسبب انسحاب الطاقة من الجسم ، والله سبحانه وتعالى خلقنا جسد وروح ، لكننا اعتدنا على تغذية الجسد وتغافلنا غذاء الروح الذي يتلخص في العبادة ، والصلاة تشحن الجسم ورمضان أفضل فرصة لشحن الطاقة الايمانية مع الله ومن  اراد  ان  يتخلص  من  كل  طاقة  سلبية  او  شيطانية  او  مرض ما  وغيرها  او  اراد  ان  يكون  جسده  وروحه  وحياته  مثل  الانبياء  فعليه  بقراءة  مؤلفات  الباحث  العراقي في  النفس  البشرية ومكتشفها ومطورها  ابو  همام  الحسيني  وكتبه  (العلاج بالقرآن, جهاد النفس وكلا كلا  للشيطان و  سر الخلاص و اكتشاف النفس ودحر الشيطان واسرار  الميزان وسر الخلاص والخلود) ,  اشحن  طاقتك  بهذه  المصادر وسترى  كيف  ستتغير نفسيتك  سواء كنت  مسلماً  او  على  غير  ديانة ,

لو  اتعبك  الصيام وشعرت  بالعطش والجوع وأحسست  بالخمول حتى في  صلاتك فأعلم  انك    لم  تصم بعد   وانك  مليء  بالطاقة  السلبية ,  فهل  من  المعقول  نصوم ونشعر بالجوع والعطش؟ هل  من  المعقول  ان نشعر  بالطاقة السلبية ونحن  في  هذا  الشهر  المبارك ؟,   لو  اطلعنا  على  كتب  التاريخ  لوجدنا  ان  المسلمين  خاضوا  اكثر  حروبهم  وهم  صيام  فكيف  صاموا  وهم جياع  وعطشى ؟ هل صاموا بغير شهر رمضان ام ان هناك نية قوية وطاقة كامنة  بروح وجسد كل صائم؟

علماء الطاقة اكتشفوا أن الطول الموجي يتغير مع دخول موعد الصلاة ، وان هناك غدة تعمل وأخرى تستلم مع كل وقت صلاة ، وبالتالي نجد أن أكثر وقت للاستفادة بالطاقة هي أول 20 دقيقة تقريباً مع بداية كل صلاة ، ولكي يستفيد المصلي من هذه الطاقة يجب أن يفصل كل أفكاره ويسترخي أو يقف للصلاة للاستفادة من التغير الموجي الذي يقل بعد مرور أول 20 دقيقة تدريجياً إلى دخول موعد الصلاة التالي .كما اكتشف العلماء تشابه بين صلاة الظهر والعصر في طاقتهم ، وتشابه طاقة صلاة المغرب مع العشاء  لذلك يجوز جمع هذه الصلوات مع بعضها البعض .

  ربي  اني  ظلمت  نفسي  فاغفر لي

صوم رمضان يحقق التوازن بين الروح والجسد وإن الحكمة تكمن في تحقيق توازن بين جسد مادي يتغذى باعتدال وروح مشرقة ، عندها يكون الإنسان في حالة ذهنية وروحية متقبلة للأفكار النيرة التي ترتقي به فوق الماديات ومشاكل وفوضى الحياة  اضافة  الى  اننا في  هذا  الشهر  علينا ان نستغفر  استغفاراً  ساحقاً  يزيح  كتلة  الذنوب  والالم وليس  المقصود في  الاستغفار  ان  تردد  كلمه  استغفر  الله  بل  الاستغفار الكبير  المستنبط  من  القرآن  يكون  بهذه  الصورة  ,غافر  ,  غفار , اهل  المغفرة , ذو  مغفرة, واسع المغفرة , ربي  اني  نويت  ان أستغفر واتوب اليك  من كل ذنب أذنبته وكل نية سوء , بهذه  الطريقة وبهذه  الاسماء  الحسنى  مع  النية  مع  ذكر الذنب  واحدا تلو الاخر   وحسب  ذاكرتك ومتى  كشفت  ان  ذاكرتك  تستعرض  لك  الذنوب  القديمة  وتظهر  على  شكل  مراحل  فاعلم  ان  الذنوب التي  كنت  تحصيها  فأنها  ذهبت  وتهدمت  , في  حينها  ستظهر  ذنوب  كنت قد  نسيتها  وهذا  هو  الاستغفار  الكبير  وبهذا  الاستغفار  ستقضي  على  نية  السوء  والكبائر  ولان  الذنوب  انواع  واشكال مختلفة   فان  صيغه  هذا  الاستغفار  هي  اكبر  طاقة لتهديم  الذنوب  , الم  تقرا في دعاء كميل(   اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ العصم, اَللّـهُمَّ اغْفِـرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ, اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّـرُ النِّعَمَ, اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ, اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ, اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجَاءَ)

انا اسف انا  اعتذر

لتتصالح   مع  نفسك أطلق لها العنان  ودعها  تبكي لتخرج  ما  تبقى  من طاقة  هدامة  سلبية  ثم  تنفس بعمق  وبهدوء  وراقب  انفاسك  ستلاحظ  الكتلة  المزاحة  من  صدرك    قد  اختفت  وولت , ثم  قل  لنفسك  انا  اسف  انا اعتذر  لا نني لم أحافظ  على  نفسي وهي  وديعة  الله  لك  , قل  لها  عفوا  انا  اسف  وربت على صدرك  بهدوء  كي  تزيل  تلك  الشحنات  السلبية  التي  علقت  او  بقت  معلقة  وصاحب  نفسك  واستشرها  ودللها  ستدللك  وستدُلك  على  الطريق  الصحيح, فالنفس البشرية سجينة داخل جسدك تخرج منه اثناء نومك فكما انها تتحرر منك خلال لحظات وساعات النوم ثم تعود اليك مع الاستيقاظ , لذا عليك ان تطلق سراحها في يقظتك , دعها تجوب الكون وما فيه من دول وقارات واراض وسموات (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154069
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28