• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : محاورة سلوكية.. الشخصية العدوانية .
                          • الكاتب : سوسن عبدالله .

محاورة سلوكية.. الشخصية العدوانية

  سلوك الانسان هو عبارة عن اشياء متداخلة مع بعضها في جسيمات الجسمية والنفسية وبالنهاية هي خليط ينتج منها في سلوك الانسان ويتأثر تأثيراً كبيراً في التنشئة الاجتماعية التي عاشها هذا الانسان، وهي من ضمن الأشياء التي تتأثر بالنشأة الاجتماعية والتربية، وللتعرف على ميل الانسان إلى العدوانية المقيتة التقيت بالباحثة الاجتماعية (ام ياسين الخزرجي)، سألتها عن الشخصية العدوانية وما هي أنواعها؟

 الباحثة الاجتماعية:- الشخصية العدوانية تعد من ابرز الشخصيات خطورة؛ لكون بعض هذه الشخصيات التي درسناها يكون مردودها محصورا في اطار الشخص نفسه بحيث لا تؤثر على المجتمع، فهي لا تكون فاعلة مؤثرة على المجتمع كالشخصية الخجولة او الشخصية الحساسة أو الشخصية الغيورة فهؤلاء هم يؤثرون على أنفسهم، لكن مشكلتهم داخل المجتمع لا يكون هناك تفاعل.
اما الشخصية العدوانية هي اساسا تصب انفعالاتها وغضبها وكل مشاعرها على المجتمع ومكوناته الانسانية، الشخصية العدوانية هي الشخصية المتسلطة بغلظة والتي تريد ان تكون لها السيطرة على الاصدقاء والناس الذين معه وحوله، وملامح التسلط ربما تنشأ معه منذ الطفولة يريد ان يتسلط في اللعب مع اقرانه الصغار، وقد يكون رب اسرة وهو متسلط، وقد تكون بنتا صغيرة داخل الاسرة تتسلط على والدها والوالدة. والمتسلط مهما يكون موقعه سواء كانت له سلطة أم لم تكن له سلطة هو يحب أن يصدر تسلطه على من حوله ولا تقف عند حدود التسلط عند مشاعر افتقدها او مكانة يبحث عنها او ربما يظن البعض ان شعوره بالمسؤولية تجعله يريد أن يقوم شيئا او يعرض قدراته التي يحب ان يقدم بها خدمات للمجتمع والناس.
 الشخصية المتسلطة لا تحسب حسابا لمنفعة الاخرين، وإنما لأجل رغبات ممجوجة داخل النفس وعقد مكبوتة او بعض الاحباطات كان يعاني منها شعوريا، لهذا يسد بعض نواقصه، لا يفكر بالتعويض بقدر تفكيره بروح الانتقام لذلك سلوك الشخص العدواني يكون بطبيعته سلوكا غليظا بالألفاظ أو بالنظرات أو حتى بالتعبير بأصابع اليد أو الاشارة أو في التعامل العدواني لدى الاشخاص المتسلطين بالمجتمع لا يختص بفئة معينه ولا يختص بأصناف من البشر معينين يكون عند الاطفال وعند الكبار، عند القوي عند الضعيف عند الفقير عند الغني عند المرأة وعند الرجل، فهو لا يختص بفئة معينة.

- ما هي صفات الشخصية العدوانية؟
الباحثة الاجتماعية:- إذا أردنا أن نعرف الشخصية هل هي عدوانية ام لا، علينا ان نمتلك قدرة التمييز، فالشخصية العدوانية تتميز ببعض الصفات الغريبة مثلاً تحب ان تتسلط فهي طبيعتها التسلط لا تحب أن تكون منعزلة أو منطوية، تتميز بأنها لا تراعي مشاعر الاخرين ولا حقوقهم، لو ترأس احدهم منصبا معينا سيتخذ قرارات حدية كأنه يفرض كل ما يريد بطريقة عدائية، وعلينا ان نقف عند مسألة مهمة، وننتبه لوجود شخصية عدوانية مستترة هذه الشخصية الطيبة الهادئة تمتلك مميزات عدوانية غير مكشوفة، بشكل عام الشخصية العدوانية متسلطة وتحب الظهور، لا تحب العزلة وان تكون في خفايا المعترك الانساني.
 تقول احدى الاخوات في تعليقها على الشخصية العدوانية: ان احد اسباب الشخصية العدوانية هي الاسرة، الطفل ينشأ بأسرة قد يكون الاب يتجاوز على الام أو الجد يتجاوز على الجدة واحيانا الاب نفسه، عندما ينشأ طفل في مثل هكذا اسرة ستكون لديه نفسية عدوانية وتكبر معه حتى في المدرسة نراه يسرق من الطلاب، يتجاوز عليهم، لهذا نقول: (من شبّ على شيء شاب عليه).
احيانا يكون سببها الطلاق وانفصال الوالدين، نجد الاب بمكان والام بمكان والطفل بمكان آخر، فتصبح لديه نفسية عدوانية، لا يولد الانسان وهو شخص عدواني؛ لأنه يولد على الفطرة، يولد وهو انسان مسالم، الاسباب التي تؤدي بأن يكون هذا الشخص عدوانيا، نلاحظ اكثر الاطفال لديهم الطيبة البراءة، بعض الاهل هم من يزرعون فيه حب الأنا، وحب الحصول على كل شيء، تولد لديه هذه الصفة وإذا لم يحصل على ما يريد يصبح لديه نوع من أنواع العنف، وهذا العنف قد يرافقه عند الكبر ويتطور ويصبح نوعاً من أنواع العدوان.
 الظروف التي يتعرض لها البشر بعض الاحيان يحوّل الانسان المسالم طول حياته، الى حالة اخرى حين يستغل في فترة من الفترات يتعدى حدود تصابره؛ لكونه استغلالا كاملا، يرى حينها ان الطيبة لا مجال لها..!
 في البداية يستخدم اسلوبا بسيطا لكن في المستقبل يستخدم اساليب أخرى مثلا بالكلام او باليد او بالسلاح ويرتكب جريمة نتيجة الظروف التي وضعته بهذا الظرف، ائمة أهل البيت (عليهم السلام) وضعوا لنا دستورا ونهجا، إذا وصل الانسان الى حالة العصبية تجعل منه شخصا عدوانيا عليه أن يستخدم التعويذات والصلوات والتكبير والاستغفار، يتجه الى الله سبحانه تعالى، هذه الامور تبعد الانسان عن العدوانية.
 - كيف يستطيع الشخص العدواني التخلص من هذه الصفة؟
الباحثة الاجتماعية:- هناك طريقة وقائية وطريقة علاجية الطريقة الوقائية هي على الاهل ان لا يستخدموا طريقة المماثلة وهي كما يعتدى عليك اعتدي عليه، وهذا فعلا موجود عند بعض الاسر هي التي تعلم ابناءها على الرد بالمثل، هذا ما نعاني منه اليوم، لا يكون هناك ردع للأبناء، يبعدهم عن شرور المواجهات والعنف، لهذا نرى الطفل يأخذ حقه بنفسه وتنمو هذه الشخصية العدوانية لديه. 
- والطريقة العلاجية؟
 الباحثة الاجتماعية:- على الانسان أن يرى اذا كان غير مرتاح، لكون هناك بعض الامور تثير العدوانية عنده أو أحيانا يرى ان هناك استفزازا قد يكون مصدره وجود شخص مستفز، وهذه الشخصية تثير استفزاز الطرف المقابل مثلا، هكذا شخصية عندما تظهر بحياتي اتجنبها، لا اتعامل معها، او اتخذ طرقا للتعامل معها، قد تكون هناك مشكلة بين صديقين، لماذا لا تحل الخلافات بنفس الوقت بالصراحة والتودد والا ان تبقى تفتعل في صدر الصديق تتحول الى غيظ ثم الى حقد يبحث عن مناسبة للنيل منه انتقاما، بينما المواجهة والعتاب أفضل:ـ لماذا هكذا تتعامل معي؟ لماذا هكذا تتصرف، ان ينتهي الموقف بسلام، لا تختزنها في داخلك ومن ثم تنمو بداخلك ويبدر منك نوع من السلوك العدواني.
 علينا أن لا نستخدم العدوانية مع الشخصية العدوانية علينا أن نعامله بهدوء ليس بمعنى البرود لا وإنما أنا وأنت نريد أن نصل الى حل، الشخصية العدوانية ليست شخصية هينة هي لا تؤذي غيرها فقط وإنما تؤذي نفسها أيضاً.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154297
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18