• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إِحياءُ الأَمرِ وهَجْرُ القرآنِ: قراءةٌ ونتيجةٌ: .
                          • الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود .

إِحياءُ الأَمرِ وهَجْرُ القرآنِ: قراءةٌ ونتيجةٌ:

 إِنَّ إِحياءَ أَمرِ محمدٍ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) وأَهلِ بيتِه الأَئمةِ (عليهِمُ السلامُ) لا يتحصَّلُ بما يُخالفُ أَمرَهم من (إِقامةِ عاداتٍ ، ونشرِ تقاليدَ) كما يتصوَّرُ بعضُنا ، ويعتقِدُ ، ويُطبِّقُ.

قال الإِمامُ عليٌّ بنُ موسى الرضا (عليهِ السلامُ): ((رحِمَ اللٰهُ عبْـدًا أَحيا أَمرَنا)).
فقال له (عبدُالسلامِ بنُ صالحٍ الهرويُّ): ((وكيف يُحيي أَمرَكم ؟)) أَي كيف يُحيي هذا العبدُ أَمرَكم ؟
فقال (عليه السلامُ): ((يتعلَّمُ علومَنا ويُعلِّمُها النَّاسَ ؛ فإِنَّ النَّاسَ لو عَلِموا محاسِنَ كلامِنا لاتَّبَعونا)).
وما علومُ محمدٍ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) ، وأَهلِ بيتِه الأَئمةِ (عليهِمُ السلامُ) إِلَّا علومُ القرآنِ وما يتفرَّعُ عنها ؛ فالقرآنُ عِدْلُهم وهم عِدْلُه ، به يعملون ، ويقولون ، ويَحكُمون.
وما القرآنُ إِلَّا منظومةُ الأَخلاقِ والمعرفةِ والإِرشادِ بمصداقِ قولِه تعالى: ﴿إِنَّ هٰذا القرآنَ يَهدي للَّتي هي أَقوَمُ ويُبشِّرُ المؤمنينَ الَّذينَ يعمَلونَ الصَّالحاتِ أَنَّ لهم أَجرًا كبيرًا﴾ [الإسراء/٩] ، وقولِه سبحانَه: ﴿...ونزَّلنا عليكَ الكتابَ تِبيانًا لكُلِّ شيءٍ وهُدًى ورحمةً وبُشرى للمُسلِمينَ﴾ [النحل/٨٩].
فإِحياءُ أَمرِهم لا يكونُ إِلَّا بالقرآنِ. وهو إِحياءٌ للقرآنِ نفسِه الذي هو صفةٌ عُليا لكلامِهم ؛ فهم والقرآنُ في قَرَنٍ ، سُلوكُهم أَخلاقُه ، ومنهجُهم آفاقُه ؛ فعن عائشةَ (رض) لمَّا سُئِلت عن خُلُقِ النبيِّ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) قالت: ((كان خُلُقُه القرآنَ)). وكذلك امتدادُه أَوصياؤُه (عليهِمُ السلامُ).
أَمَّا هَجْرُهم وتلفيقُ الشبهاتِ والتقاليدِ الباطلةِ عليهم فهو هَجْرٌ للقرآنِ. وهَجْرُ القرآنِ جرمٌ عظيمٌ بمصداقِ قولِه تعالى عن لسانِ النبيِّ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه): ﴿وقالَ الرَّسولُ يا ربِّ إِنَّ قومِي اتَّخَذوا هٰذا القرآنَ مَهجُورًا﴾ [الفرقان/٣٠] ؛ فمَن أَماتَ أَمرَهم بتركِ علومِهم وتحريفِ منهجِهم فقد هجرَ القرآنَ. ومن هجرَ القرآنَ فهو مشمولٌ بشكوى النبيِّ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) إِلى اللٰهِ سبحانَه.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154476
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28