تنبثق الحياة من نبتة لتهب الحياة إلى الأرض، ومن ثم إلى الآخرين بين صفوف أوراقها يكمن سر يبحث عن من يكتشفه، ليوقف سير الألم في شوارع البدن. 
العشابون أولئك من احترفوا قطف أسرار النباتات ليوقفوا سير الألم في شوارع البدن 
ومن أولئك العشابين ابن الهندي... ذلك الاسم الذي ترعرع مع يفاعة الشوارع الكربلائية... فحاورنا الأخ أبي احمد: 
صدى الروضتين: ابن الهندي من أين جاءكم هذا اللقب ؟
---لأن والدي كان اسمر اللون ويتعامل بالأعشاب الهندية ولعدم معرفة البعض به ولبساطة الناس آنذاك أطلقوا عليه لقب ابن الهندي، وأنا مع والدي وجدي منذ الصغر في هذه المهنة، واكتسبت خبرتي منهما وبالتجربة ومن قراءة الكتب فمنذ أكثر من 80عاما نحن في هذا السوق وقد عمل جدي في هذه المهنة منذ أن كان شابا في عمر العشرين سنة، وكان جدي من المعمرين حيث بلغ المائة عام وقد تخرجت من كلية الإدارة والاقتصاد وأخي من كلية الهندسة... ولازالت هذه مهنتنا.
صدى الروضتين: الأعشاب من أين تجلبونها ؟ 
تجلب الأعشاب من الهند ومن آسيا ومن الصين ومن الشام ومصر والصحراء العربية  ونحن نذهب لشرائها من التجار في بغداد، أما إذا وجدت نبتة لا نعرفها، وهذا في النادر نراجع مصادرنا لنتعرف على خصائصها، وكذلك الحال بالنسبة لاختلاف أسماء النبات نفسه مابين بلد وآخر... فنحن نعرفه بتراكم الخبرة، وهناك نباتات مفقودة بسبب غلاء أسعارها. 
صدى الروضتين: ما هي طبيعة العلاجات التي قدمتها ؟ 
قدمنا الكثير من العلاجات للكثير من الحالات... والحمد الله لم يرجع إلينا أي مريض بعد أخذه العلاج الذي أعطيناه له، مثل حالات الاكزمة والحساسية والآلام المعدية فهي حالات نتعامل معها يوميا، أما بالنسبة للإمراض الخطرة مثل السرطان فنحن لا نعطي علاجا إلا في الحالات البدائية منه، ويلجأ الناس إلى طب الأعشاب، لأنهم يرون انه يأتي بنتائج مثمرة، ولا يتسبب بآثار جانبية للجسم، فضلا عن رخص أسعاره مقارنة بالدواء الكيميائي، وإذا ما جاءتنا حالة لا ينفعها الطب بالأعشاب، ننصح المريض بالذهاب إلى الطبيب، لان الحالة قد تحتاج إلى تدخل جراحي، ونحن نراعي عند إعطائنا الدواء للمريض... عمر المريض ودرجة الإصابة والحمل عند النساء. أما بنسبة لاستخدامنا لزيت العقرب أو دهن الأفعى... فهذه ليست سموما كما يشاع... 
فأولا: هذه المواد معالجة بمواد أخرى تثبط من سميتها، وثانيا: هي للاستخدام الخارجي فقط، وهي تعطى بعناية وبكمية محددة ونحن لا نعطي الدواء إذا لم نجربه. 
صدى الروضتين: رأيك بطب الأعشاب في العراق ؟
أرى إن طب الأعشاب في العراق متخلف بالنسبة إلى دول عديدة، افتتحت مراكز بحوث في هذا المجال ومراكز أخرى لتدريس الطب البديل وأصبح يدرس في كليات الصيدلة ويمارس بشكل علمي مدروس... أما في العراق في الفترة الأخيرة أخذت هذه المادة بنظر الاعتبار كموضوع دراسي، ولا توجد مراكز للبحوث في هذا المجال... 
أما بالنسبة للعشابين الشعبيين... ففي مصر يوجد عشابون جيدون، وكذلك في الشام والهند وفي العراق، إضافة إلى انتشار العلاجات العشبية في معظم دول العالم، وعلى مر التاريخ الطويل اعتمد الإنسان في العلاجات على الأعشاب، ومن ثم استخلصت منها الأدوية، ونرجو من الدولة الاعتناء بهذا الموضوع الذي يخص  صحة المواطن.