المنهج الزيدي :

وبعد اطلاعنا على عقيدة الزيدية في المنشور السابق من هذه السلسلة، تبين أنّ المنهج الزيدي هو منهج ثوري متقوّم بالقيام بالسيف واستعراض القوة، بل القيام بالسيف هو المدار في الإيمان بالإمام المفترض الطاعة، فمن لم يقم بالسيف من الأئمة لم يكن مفروض الطاعة عندهم. 
ويشاركهم في هذا المنهج الثوري بعض ذراري الأئمة (ع) كبعض الحسنيين الذين قاموا ضدّ السلاطين في زمانهم. 
إنّ هذا المنهج كثيراً ما يعارض أئمة أهل البيت (ع) بما تقشعر له الأبدان على حدّ قول بعض الأساطين من المحققين، ويرى هذا المنهج أنّ غير أئمة أهل البيت (ع) من الثائرين أولى منهم بالإمامة، بل إنّ كبير الزيدية ومرجعهم الذي كان يفتيهم بغير ما أنزل الله تعالى وخلافاً لما يقوله الأئمة المعصومون (ع) وهو عبد الله بن الحسن المثنى، قد اتهم الإمام الصادق (ع) بالحسد، كان ذلك في حادثة أخذ البيعة لولده محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى على أنه المهدي، وقد ردّ الإمام الصادق (ع) هذه الدعوى "فغضب عبد الله، وقال: لقد علمتُ خلاف ما تقول، ووالله ما أطلعك الله على غيبه، ولكنّه يحملك على هذا الحسدُ لابني!!"
قال الشيخ المفيد (قدس سره) بعد هذا الحديث: وهذا حديث مشهور كالذي قبله لا تختلف العلماء بالآثار في صحتها. الإرشاد باب ذكر طرف من أخبار أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام).
وذكرت الروايات أنه كان يهزأ بالإمام الصادق (ع) ويقول : جعفركم الذي تدعون! 
وتذكر الروايات أنه كان يفتي بغير ما أنزل الله تعالى وعلى خلاف قول أئمة أهل البيت عليهم السلام، وغير ذلك من الذم. 

ومن يريد الاستزادة عن شخصية مرجع الزيدية في بدايات ظهورهم، عبد الله هذا، فليراجع معجم رجال الحديث للسيد الخوئي (قدس) عند دراسته من حيث التوثيق وعدمه.
ومما قاله (قدس) عن عبد الله بن الحسن المثنى في المعجم : إنه قد كثرت الروايات في ذمه، وهو مرجع الزيدية ومفتيهم.

#مجموعة_إكسير_الحكمة