• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع :  الوعي قائد الإصلاح.. .
                          • الكاتب : رسول مهدي الحلو .

 الوعي قائد الإصلاح..

 وليس يصح في الأذهان شيئا
إذا أحتاج النهار إلى دليل.

واضح جدا كم هو مقدار الفساد الذي يتحكّم بالشعب، ويحول حياته إلى جحيم مستعرة، جحيم حقيقية وليس من باب المجاز كما شاهد العالم احتراق المرضى والكوادر الصحية في مستشفى ابن الخطيب، وقبله ما فعلته حيتان الفساد وأربابه في قضية رفع سعر الصرف، ولو تتبعنا طرق الفساد وابوابه منذ إن تولت أمريكا أمر العراق لطفح الكيل اضعافا واضعاف،
فقد هُدرت المليارات على الكثير من المشاريع التي تمس حياة الشعب ومازالت على وضعها المشلول لم تتقدم خطوة واحدة لصالح الشعب ومن أبرز هذه المشاريع التي كلفت ماكلفت ومازالت تراوح مكانها هي الكهرباء التي أصبح إصلاحها من رابع المستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفي كما نقل لنا التراث العربي،
إلى جانب تفشي ثقافة الفساد المالي والإداري في جميع أطراف ومفاصل الدولة تحت ظل حكم نيابي محاصصي يرى مهمته الأولى نهب ثروات البلد وافقار شعبه وتدمير مقومات نهضته من خلال شرعنة وسائل النهب قانونيًا برواتب وامتيازات وصفقات ومقاولات وحدث ولا حرج جعلت من الكتل والأحزاب وشخصياتها عبارة عن دول عميقة ذات ثراء فاحش داخل دولة ميتة لا حياة فيها وليست سوى إطار شكلي يتحكّم به الاحتلال الغاشم والفساد المحاصصي الاختبوطي المقيت،

ولو تأملنا ابسط شخصية سياسية من الذين جاءت بهم أمريكا أو من الذين قاموا بمشايعتها ومتابعتها من داخل البلد لوجدنا القصور الفارهة والأملاك والعقارات والأسواق والمولات والفنادق والجزر السياحية في داخل البلد وخارجه بعد إن كانوا حفاة عراة، قبالة شعب يئن الفقر وانعدام الصحة والتعليم وكل ماهو آخذ بإسباب النهضة والرفاهية والتقدم،

لايمكن بأي حال من الأحوال إن يتم إصلاح البلد دون إن يسبقه وعي شعبي يشخّص الفساد بمعنى الكلمة ويقف ضده بكل قوة واصرار مهما كان صاحبه وتحت أي عنوان مقدس أو علماني أو روحاني أو أي عنوان آخر،
الفاسد فاسد ولو ارتدى مسوح الملاك والسارق سارق ولو تمّقص جبب الأنبياء وهم كذلك.

فمتى ما تمكن الوعي الشعبي من إن يشير إلى الفاسدين بفسادهم والسارقين بسرقاتهم في ذلك الوقت نستطيع أن نقول بدأت خطوات الإصلاح، وإن بقي الناس يتعاملون وفق شعار ( أنصر أخاك الفاسد والسارق ظالمًا أو مظلومًا) وبحجج القداسة المزيفة والمنفعة الشخصية والأواصر العشائرية فأقروا على أنفسكم وشعبكم وعلى ما تبقى من وطنكم السلام وسيستمر مسلسل أبو الخطيب وغير من المسلسلات السابقة حتى آخر صبابة في الإناء،

ولكن نقولها لأولئك الفاسدين والسارقين الذين دمروا البلاد والعباد وليس تعويلًا على وعي الشعب وإنما تتبعا لسنن الكون والحياة لايمكن إن يستمر الوضع هكذا مهما طال الزمان فالتراكم نتيجته الطفح والضغط نتيجته الانفجار ولات حين مندم.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154736
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29