• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من ذاكرة الموروث العراقي    ح(1) .
                          • الكاتب : البهلول علاوي .

من ذاكرة الموروث العراقي    ح(1)

 يزخر تأريخ الموروث العراقي الشعبي، بالكثير من المعتقدات الشعبية، وتمثل أطياف الشعب العراقي، فمثلا؛ عندما تنجب المرأة طفلا، تخيط له الملابس، ومن ضمنها طاقية، كان يطلق عليها (كبع) وتخيط في هذه الطاقية من أعلاها، عرفا مصنوعا من جلد الذئب. وتعتقد بأن جلد الذئب، سوف يجعل ابنها شجاعا في الصغر والكبر، وذلك لشجاعة الذئب حسب ما يعتقدون. أما بالنسبة للأنثى، فتضع لها عرفا من الريش، لكي تشب رقيقة القلب، وناعمة بنعومة الريش.
وعندما يصاب الطفل بالسعال الشديد، يجلبون له سن الخنزير، وهو عادة ما كان محفوظا لدى عدد كبير من عجائز المدن والقرى العراقية، ويطلبون من هذا الطفل مصه بين آونة وأخرى، ومن ثم وضعه بواسطة خيط في رقبة الطفل المصاب، ويعتقدون بأن هذا السعال نجس فلا يطرده إلا شيء نجس ألا وهو سن الخنزير.
(العلاكة):وهي عبارة عن قوقعة من القواقع البحرية، وهي في معظم الأحيان مخروطية الشكل، تحفظ لدى العجائز وتؤخذ وتوضع تحت وسادة الطفل، الذي تؤلمه أذنه، اعتقادا منهم بأن هذه الخرزة سوف تشفي ألمه، لما لها من قدسية عندهم، وحيث يعتبرونها من الأشياء المقدسة لديهم، وعادة ما تشاهد هذه الخرزة من بين حلي النساء. 
ومن الموروث أيضا أنه عند غروب الشمس نجد أهل البيت لا يرشون الماء على عتبة الدار، وذلك اعتقادا منهم بأن جميع الأشخاص الذين توفوا من عائلة البيت، ينهضون وتتجمع أرواحهم بالقرب من عتبة الدار.
وعندما يكون الطفل نائما، لا يسمح بالمرور من فوقه، وذلك باعتقادهم إن الطفل له قدسية خاصة، فبذلك يعتبر المرور من فوقه خطيئة لا تغفر، وعلى هذا الأساس نجد عندما يعبر احدهم من فوق الطفل يصيح الحاضرون (خطية.. خطية.. خطية).
وقسم يعتقد بأن الطفل طير من طيور الجنة، فيكون الملائكة قريبين كل القرب من الطفل في حالة نومه، فعندما يمر الرجل من فوقه، يؤدي ذلك إلى طرد الملائكة وإنكارهم، فلهذا ممنوع المرور من فوق طفل نائم أو مستيقظ وهو ملقى على ظهره.
ربيع الأول: تهتم كل امرأة ولاسيّما (الفراتية) في بداية شهر ربيع الأول، بكنس بيتها، وغسله، جلبا للخير.
صوم اليتيمة: هو صوم خاص بالفتيات اللائي يطلبن المراد، والمراد: ما يطلب من الأماني، أن يحقق الآمال، ويكون في آخر ثلاثاء من رجب، فتطبخ التي تريد مرادا (جريشة) في مكان خفي و (الجريشة) الحنطة المجروشة، ولهذه العادة قصة غريبة، وهي، يقال:{إن فتاة كانت قد شبت في العز والدلال، في أحضان أمها وأبيها، فأختطف الموت ذات يوم روح أمها، فأضطر والدها أن يتزوج امرأة أخرى، فكانت الزوجة الجديدة تجور على تلك البنت جورا عظيما، فكانت تؤلمها بالكلام وتؤذيها بقلة ما تعطيها من الطعام، إلى إن هزلت وأصابها نحول ومرض، وكانت تقضي أيامها بالبكاء والدعاء، طالبة من الله إن ينقذها من مخالب زوجة أبيها}.
وفي يوم آخر ثلاثاء من رجب، صامت لوجه الله، ونذرت إن أنقذها الله من البلية التي هي فيها، فإنها تصوم في ذلك اليوم كل سنة، فطبخت مساء (الجريشة) المار ذكرها في مكان لا تصل إليه عين زوجة أبيها، ثم فطرت فصلت وأكثرت من الدعاء، ثم مرت أيام كثيرة، وإذا زوجة السلطان تفتش عن كاعب حسناء، تتخذها زوجة لابنها الوحيد، فوقع نظرها ذات يوم على تلك الصبية، وراقها حسنها وجمالها وأدبها وكمالها، فخطبتها من أبيها، فزفت الفتاة عزيزة إلى بيت السلطان، وعاشت في سعادة وهناء، هذه هي قصة اليتيمة وأسباب صيامها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155108
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29