• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شمس النجف لن يحجبها غربال .
                          • الكاتب : حسين فرحان .

شمس النجف لن يحجبها غربال


كثيرة هي أصداء زيارة بابا الفاتيكان للعراق وعميقة هي أبعادها، وقد تناولت وسائل الإعلام هذه الأصداء وهذه الأبعاد بشيء من التفصيل ومنحتها حقها من التحليل، فسلطت الاضواء على محطاتها التي كان من أبرزها تلك الزيارة الروحية لبيت المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله، وما أعقب هذه المحطة من نتائج بعد تلك المشاهد التي عرضتها الشاشات لخطوات بابوية هادئة تتجه صوب بيت متواضع يقطنه ذلك الرجل العالم الحكيم الذي ذاع صيته وهو يصنع المواقف المشرفة الواحدة تلو الأخرى دون أن ينتظر من أحد أن يكيل له الثناء والمديح، أو أن يلتفت إلى من يحاول توهين هذه المواقف او إخفائها ليحجب نور شمس النجف الأشرف بغرابيل تنتحل صفات جهات إعلامية لا هم لها سوى طمس حقيقة المواقف المشرفة للمرجعية العليا بل التشكيك بحياة ووجود من يمثلها، فكانت زيارة البابا فرنسيس بمثابة الصدمة الكبيرة التي طالت هذه الجهات فنقضت غزل سنوات طوال من عمل شيطاني دؤوب يحرص على التزييف وصرف الأنظار عن هذا النور الساطع.
اعتادت بعض الوسائل الإعلامية على تجاهل الأحداث الكبرى في العراق وخصوصا بعد سنة التغيير ٢٠٠٣ وحرصت جاهدة على أن يبقى العراق بنظر العالم ذو تركيبة سكانية كالتي صورها لهم النظام البائد في زمن كبت الحريات والتلاعب بديموغرافية البلد ليتم ترسيخ مفاهيم معينة توحي بأن الأكثرية هم الأقلية وأن ما أُعلن عنه بعد سقوط النظام ما هو إلا كذبة، لذلك وجدنا من يتجاهل زيارة الأربعين في العشرين من صفر بكل ما تحمله من أرقام كبيرة في جميع مفاصلها، والعمل على تكذيب ما تنقله وسائل الإعلام المحايدة، وهذا الأمر ينطبق على أحداث كثيرة أخرى كمواقف المرجعية الدينية من الواقع السياسي ومطالبتها بان يكتب الدستور بأياد عراقية تنبثق عن جمعية منتخبة، وموقفها من الاحتلال الداعشي والفتوى بقتاله، وموقفها الداعم للمطالب المشروعة للشعب العراقي، وموقفها في زمن جائحة كورونا ودعوتها للتكافل ودعمها للجهات الصحية وكوادرها والكثير من المواقف الأخرى التي عمدت هذه الجهات على التعتيم عليها وتوهين ما ظهر منها، لذلك كانت زيارة بابا الفاتيكان بمثابة الصدمة بل القشة التي قصمت ظهر سنوات من التعتيم حين اخترقت شمس النجف صفوف الغرابيل وأسقطتها حين امتدت يد مليارات البشر لتكتب في محركات البحث ( النجف.. الشيعة.. السيستاني.. ) وهي تنظر لقمة الهرم الكاثوليكي وهو يمسك بيد السيد المرجع يتأمل في وجهه العَلوي المبارك ليصرح بعدها أنه كان في ضيافة رجل الله.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155243
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19