للألم شذرات حزن تطرز جبين الأوجاع
ولكربلاء مزارات هي التواريخ
تطأطئ الصفحات عند عتبات البهاء
وللضوء ابتسامة الزائرين
تتوضأ عند حياض سموها الأزلي
فباتت تسامر العلياء اهزوجة الولاء
في كربلاء أودية  من نزيف الحسين
تشق دروب الكبرياء معان من تحد وإباء
عطف الشهادة وحنو الإباء
يرفرف مواساة لأطهار من آل الرسول
هو الجرح دامٍ يطرح الآهات
مذ شيدوا من ذاك الغدر سقيفة
عمرت الإنحراف ضرعا يحلب منه الحاقدون
كربلاء تراتيل قربى وجوازات صراط
توقد للجنان قناديل الخلود
كل المراقد أضحت كربلاء
موائد شفاعة وغيث سلسبيل
حياض مترعة من الكرامات
من صدر الحسين آلاف أنهار
تسقي ظمأ الحشر في عرصات الحساب
كعبة للفضيلة والحنين
تعج المزارات لهفات وجد ولقاء
لعرين لم يطرف لضرغامه جفن
وهل تغمض الأقمار ساعة الظلام؟
عرفناكِ مهجا تتساقط في ليل بهيج
هيئات ومواكب وفتح مبين
مباركة هي الخطى حين تلبي النداء
كربلاء... كربلاء
يا صحو الأزمنة ويقظة التواريخ
تيمّموا بصعيد تربها الندي بالشفاعة
ففيه الشفاء...
توضأوا في فراتها الأزلي... 
ففيه النقاء
وتذكروا أن لا جنان خلد بلا كربلاء