الدور الوقائي وهو مكمل للدور التربوي الذي تلعبه الاسرة ولا يقل أهمية عنه، إذ يظن كثير من الآباء والأمهات أن دورهم في تربية أولادهم والذي ينبغي له ان يستمر مرافقا لكل عقبة يواجهها الاولاد، قد ينتهى عند بلوغ الولد أو البنت سنا معينا، فيتركون لهم حرية التصرف في جميع الامور ظناً منهم أنهم وصلوا إلى مرحلة يمكنهم من خلالها اتخاذ القرارت، ولا يحتاجون إلى توجيه ومتابعة على كافة الصعد. ونحن هنا لسنا ضد اعطاء فسحة من الحرية للأطفال، وهذا خلل في التربية ينتج عنه مشاكل لا تُحمد عقباها.
إن مسؤولية الأبوين لا تنتهي بسبب الرحمة التي وضعها الله تعالى في قلب الأبوين، وبسبب الفرق في الخبرات والتجارب ومصارعة الحياة، ومن أبرز النقاط التي يجب على الأسرة أن تراعيها في هذا الجانب 1- إبعادهم عن وسائل الغزو الفكري.
2- تقديم البديل النافع لهم من الوسائل المسموعة أو المرئية أو المكتوبة.
3- إبعادهم عن رفاق السوء... وهذه النقطة في غاية الأهمية فلا يمكن أن تكتمل تربية الأسرة إذا كان لأولادهم رفاق سوء يهدمون ما بناه الوالدان، فمعظم الجرائم من تعاطي المخدرات، والانحراف الفكري يقف خلفه رفاق السوء، ولا يخفى على الجميع شدة تأثير الصاحب والصديق؛ لذلك حذر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - من جليس السوء حيث قال: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة)، ففي هذا المثل شبّه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – جليس السوء بنافخ الكير الذي لابد وأن يأتيك من مجالسته ضرر وأذى مهما حاولت السلامة منه.
إذا فلتحذر الأسرة على أولادها من نافخ الكير، وتشدد عليهم في ذلك. وفي الحقيقة أن الأسر تواجه تحديا كبيرا أمام النقطتين السابقتين: حفظ الأولاد من وسائل الغزو الفكري، وحفظهم من رفاق السوء، ويرى الباحثون أنه مهما كان التحدي كبيرا لابد أن تقوم الأسرة بدورها، وتحافظ على أولادها، وتجاهد من أجل ذلك بعزم وإصرار؛ حتى لا تخسر أولادها. فبدلاً من أن يكونوا مواطنين صالحين لأنفسهم ووطنهم، يكونوا معاول هدم وتدمير لأنفسهم ووطنهم .ومن الأدوار الوقائية لحفظ أمن المجتمع؛ تربية الأولاد على أهمية المحافظة على أوقاتهم، وصرفها فيما يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة، وكذلك شغل أوقاتهم وتوجيه طاقاتهم عن طريق البرامج العلمية النافعة، والدورات التدريبية المفيدة، وممارسة الرياضة البدنية، فكل هذه وسائل بديلة للأسرة بدلاً لما يمكن أن يتعرّض له الأولاد من وسائل الغزو والانحراف.
|