• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأقدم : الحاج صاحب علي حسين. ومهنة تصليح مكائن الخياطة .
                          • الكاتب : صدى الروضتين .

الأقدم : الحاج صاحب علي حسين. ومهنة تصليح مكائن الخياطة

حين ينطق المكان عن خلجاته الكامنة عبر أثير ذكريات ما برحت مخيلة الرجال راسما ابتسامة ازقته عذبة على محيا المستقبل وهو يستنطق روايات لأولئك الذين عاصروه وعاشوا في جنباته فعند كل شارع وزقاق نجد التاريخ يفصح عن نفسه من خلال عدة مهن تراثية تأصلت في أروقة هذه المدينة لتستوقفنا الجدران وهي تروي لنا حكايا أقدم الذين ألفوا هذه المهن ومنها مهنة تصليح مكائن الخياطة... 
الحاج صاحب علي حسين.
 
•  عندما استذكر كربلاء قديما تستوقفني ازقتها وشوارعها، فهذه المدينة عظيمة بإرثها وتراثها بالاضافة لعظمتها الدينية، فقد احتوت كربلاء على اهم المهن التراثية التي كانت تصدر نتاجها إلى مختلف مدن العراق ودول الجوار لما تحمله من دقة وجودة في الصناعة، كما انها تميزت بطابع ازقتها (درابينها) والتي منها هذا السوق المعروف بسوق باب السلالمة الذي لم يطرأ عليه الكثير من التغييرات فقد حافظ على جمال أصالته فهو سوق يعج بحركة الزائرين والمتبضعين، فهو يمثل شريانا حيويا ينبض نشاطا ليغطي كل احتياجات أبناء وزائري هذه المدينة المقدسة... 
فهذا المحل كان من ضمن ما يعرف بالـ(بزاره) في بداية انتقالي له، اما بداية تعلمي لهذه المهنة فقد كنت اعمل مع استاذي (تقي مخلص) وهو احد اقاربنا منذ صغري بعمر 6 سنوات فهو يعمل في تصليح مكائن الخياطة أبا عن جد... وكان محلنا في ذلك الوقت في منطقة مقابل باب قبلة الإمام الحسين (عليه السلام) في الستينيات من القرن المنصرم، وكنا نعمل في كل المجالات من تصليح مكائن الخياطة والمراوح والطابعات القديمة.
•  في السابق كانت هناك العديد من الأنواع الخاصة بالمكائن من موديلات الخمسينيات والاربعينيات وكانت ذات نوعية متميزة واحسن من الحديثة التي هي موجودة الآن في السوق فمثلا كان هناك (السنگر، والبراذر، وتريزر مسيوبوشي، هذا القديم... والنسائي البرشال، والاميرة، والراشدي، والسنگر الانكليزي الذي ندعوه بالاصلي...) والبضاعة القديمة احسن من الجديدة بسبب قوتها وقدرتها على التحمل وطول عمرها.
•  في الستينيات كانت المكائن الخاصة بالخياطة تعمل على الأقدام، فليس هناك كهرباء مثل اليوم ثم في نهاية الستينيات بعد دخول الماطورات أصبحت تعمل بالماطور وانتقلنا لتصليح الماطورات ايضا.
•  اول محل شخصي افتتحته في سنة 1979م وهو نفس محلي في منطقة سوق باب السلالمة لحد الان، واذكر ان اول اجرة لي عندما كنت اعمل صانعا كانت درهما في اليوم، بعدها صار مئة فلس وفي السبعينيات صار ربع دينار بعدها اثنين إلا ربع.
•  هذه المهنة من المهن النادرة الان في كربلاء وخليفتي في هذه المهنة هو ابني الكبير مهدي الذي يعمل معي منذ 14 سنة وأتقن العمل فيها وأصبح من الماهرين... واعتقد ان هذه المهنة في طريقها للانقراض بسبب دخول البضاعة الجديدة، ومن مختلف المناشئ العالمية، وبأسعار تنافسية، فأصبح التصليح قليلا جدا مع ارتفاع أسعار المواد الاحتياطية.
•   كان تصليح الماكنة في السابق يكلف 500 فلس وكمقارنة بين ذلك الزمن البسيط وما نعيشه الان كانت هناك بركة بهذا المبلغ المتواضع، وإلى اليوم لم أواجه أي صعوبة في تصليح المكائن حتى أنه في أحد الأيام جاءُوا بماكنة طحين تعمل على الرولات وتصليحها فقط بالسويد، فقام ولدي مهدي بتصليحها، وكذلك الماكنة الأمريكية أيضا قمنا بتصليحها، فنحن نعمل على توفير العدد اللازمة كافة خاصة الدقيقة منها في سبيل انجاز العمل على أسرع وأتم وجه ممكن... وفي الختام أشكر جريدة صدى الروضتين الغراء على هذا الإهتمام.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155666
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18