• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ولكنَّ حمزة لا بواكي له .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

ولكنَّ حمزة لا بواكي له

في اليوم ( ١٥ شوّال ) سنة ٣ هج ، استشهد سيدنا الحمزة بن عبد المطلب في معركة أُحد ، وكان لإستشهاده وقعاً كبيراً على المسلمين عامة وعلى رسول الله صلوات الله عليه خاصة ، وذلك لما كان للحمزة عليه السلام دوراً كبيراً في قوّة الإسلام وعزّته ..

وتذكر الروايات : أنّ الرسول صلى الله عليه وآله مرّ على نساء بني عبد الأشهل لمّا فرغ من أُحد ، فسمعَهن يبكين على من أستشهد منهم بأحُد ، فقال رسول الله (ص) : " ولكن حمزة لا بواكي له " ..! فسمعها سعد بن معاذ فذهب إلى نساء بني عبد الأشهل فأمرهن أن يذهبهن إلى باب رسول الله فيبكين على حمزة ، فذهبن فبكين . فلم تبك امرأة من الأنصار بعد ذلك اليوم على ميّت إلا بدأت بـالبكاء على حمزة ثم بكت على ميتها .

أقول : لا زال الحمزة عليه السلام لا بواكي له في الإسلام ، فذكره قليل والحزن عليه يكاد يكون معدوماً ، ولا زال العتاب النبوي يشملنا .. فلا بدّ أن نرفع هذه الظلامة عن أسد الله وأسد رسوله - وهذا هو لقبه - .

لا يقلّ دفاع الحمزة عن رسول الله وعن الإسلام عن دفاع أخيه أبي طالب سلام الله عليهما ، روي عن الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) أنه قال : لم يدخل الجنة حميّة غير حمية حمزة بن عبد المطلب -وذلك حين أسلم- غضباً للنبي (ص) ..

من مظلوميته ايضا : هدم قبره عليه السلام في عصرنا هذا ، هذا القبر الذي كانت سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام تزوره ، ترمه وتصلحه ، وقد علّمته بحجر .. كما في الخبر ، وكانت بنت الرسول (ص واله) تستعمل تربة حمزة كمسابيح ، فاستعملها الناس بعد ذلك .. ، وقال الشّيخ المفيد : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمر في حياته بزيارة قبر حمزة ( عليه السلام ) وكان يلمّ به وبالشّهداء ولم تزل فاطمة ( عليها السلام ) بعد وفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تغدو الى قبره وتَرُوح والمسلمُون يَنتابُونَ على زيارتِهِ ومُلازَمَةِ قَبره .

ومن عظم مصيبتنا به هو أنّ : وحشي - قاتل الحمزة غدراً - قام بشقّ بطنه وإخراج كبده ، فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة ، فمضغتها ، ثمّ لفظتها .. ثمّ جاءت فمثّلت بحمزة ، وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتّى قدمت بذلك مكة ، فلقّبت بـآكلة الأكباد - لعنة الله عليها -

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ الشُّهَداءِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَسَدَ اللهِ وَاَسَدَ رَسُولِهِ ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ فِي اللهِ عَزَّوَجَلَّ ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ ، وَنَصَحْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَكُنْتَ فيـما عِنْدَ اللهِ سُبْحانَهُ راغِباً ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156285
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18