• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : حوار عسى أن ينفع .
                          • الكاتب : عبد الحمزه المشهداني .

حوار عسى أن ينفع

ظهر شخص على احدى الفضائيات وهو يتحدث بحرقه وألم بأن النبي ص حاشاه ان يفرق بين بناته، ويؤثر احداهن على الأخرى، وان يهب لإحداهن شيئا ويحرم الأخرى، وذكر المتحدث السيدة رقية والسيدة ام كلثوم، وظل يكرر هذا الامر باندفاع وتأكيد وتكرار لعبارة: (حاشا رسول الله ص ان يؤثر ويحرم..) وامر هذا المدعي واضح يهدف من حديثه هذا الى امرين:
أولهما: أن قضية أرض فدك التي وهبها النبي ص للزهراء سلام الله عليها أمر مختلق لا صحة له، رغم حيازة السيدة الطاهرة الزهراء ع لأرض فدك، والحيازة تدل على الملكية مالم يظهر ما ينفى تلك الملكية، ولم يظهر ما ينفي، وان ما ينسب لفلان وفلان من سلب هذه النحلة غير صحيح.
ثانيهما: إن النبي الكريم ص خلف ابنتين تزوجهما احدهم، باعتبار أن إحداهن قد توفيت فتزوج الأخرى، وكأنهن وضعا تحت الطلب، فصار يدعى بـ(ذي النورين)!!.
والإجابة عن هذه الأحاديث التي تشير الغرابة والعجب والسخرية، لقد كتب الكثير عن هذا الموضوع وجالت اقلامهم في ساحة البحث، واثبتوا الكثير وأزالوا العتمة، لكن هذا المتحدث أخذ الأمر من أحد أطرافه، ولم يقف في صفوف فرسان البحث وعلى ما يبدو انه ليس منهم بل لديه الاهداف التي ذكرت اعلاه ولا يهمه سواها.
ان الله جل جلاله بارئ الكون وخالق الرسول الكريم ص صاحب الأمر والنهي جل جلاله، اختار للسيدة الطاهرة الصديقة فاطمة الزهراء ع أعظم وأهم من فدك؛ وهي آية التطهير الخاصة بأصحاب  الكساء (فاطمة وابيها وبعلها ونبيها) فهل ذكر القرآن الكريم وهو كلام الله سبحانه وتعالى السيد زينب أو السيدة أم كلثوم في آية التطهير؟ وهل هن من أصحاب الكساء؟ وهل هن من النساء اللواتي باهل بهن رسول الله ص نصارى نجران: (فَقُلْ تَعالَوا نَدْعُ أَبناءَنا وَأَبناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُم وَأَنفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُم نَبتَهِلْ فَنَجعَلْ لَعنَتَ اللهِ عَلَى الكاذِبِينَ). آل عمران: 61 هل ذكر ان السيدتين المذكورتين من أهل البيت؟ إذا كان الله - جلت قدرته - سيد النبي ص وبارئه يخص سيدتنا الطاهرة المظلومة ع بالمآثر والسمو والرفعة، فمن هذا وأمثاله ومن يقف ورائه من سقط المتاع حتى يجلس مجالس الرجال، ويتحدث عن الصروح العظيمة بحديث لا يفقه معناه بل يرصف الكلمات كما ترصف الأحجار؟!.
إن الاختيار الإلهي تتضاءل أمام عظمته كل بساتين فدك، وذهب الدنيا، ان الله جلت قدرته اختار واراد ان تكون ذرية نبيه سيد الأولين والاخرين من الصديقة الطاهرة الزهراء ع المظلومة من بني البشر، حيث قال عز من قائل: (إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر) فهل سمعت ان للنبي ص ذرية من أحد سوى ابنته السيدة المظلومة الصديقة الزهراء ع ام لديكم اعتراض ايضا على هذا الاختيار الالهي؟.
نأتي الى حديث التي لا تتحدث الا بالحق ولا تنطق الا بالصدق ربيبة بيت يهبط فيه وحي رب السماوات والارض جل جلاله ريحانة المصطفى ص تقول: (ايها الناس اعلموا اني فاطمة وأبي محمد ص أقول عودا وبدوا ولا اقول ما اقول غلطا ولا أفعل ما أفعل شططا: (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) فان تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم) والصديقة الزهراء تقول تجدوه أبي دون نسائكم، ولم يعترض معترض او يرد أحد على هذا القول من بين جمعهم، فهل نترك هذا القول الفصل القادم من منبع الصدق ونركض وراء أوهام أحاديثهم حتى يكون هناك (نورين) لأحدهم، ولو على حساب الحق والصدق: (يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ). الطور: 46.
لماذا الاصرار على توجيه السهام الحاقدة الى هذا الصرح العظيم والمقدس؟ أنت تقول: اشهد ان محمدا رسول الله وتوجه له سهام الحقد!! ما قيمة شهادتك اذا كانت لا تغني ولا تسمن؟ اليست لديكم معايير للتمييز بين ما هو الحق وبين من يدعي انه على نهج الحق؟ ان الله جلت قدرته تعبدنا بالعقول فاين عقولكم ولماذا ترضون ان تغيب؟.
(أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ). يونس: 35.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156291
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29