• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المسلمون وإمارات الإسلام .
                          • الكاتب : د . حميد حسون بجية .

المسلمون وإمارات الإسلام

   كنا نتداول في أعوام الستينيات نكتة مفادها أن مجلس السوفييت الأعلى الهيئة التي كانت تحكم الاتحاد السوفيتي السابق إبان سباقه مع أمريكا في إستعمار الأرض وغزو الفضاء، طرح سؤالا عن أفضل الأمم التي ستسود الأرض في المستقبل. وانبرى كل عضو يطرح رأيه ويقدم تبريراته. رشح البعض اليابان والبعض الآخر أمريكا والبعض الآخر الألمان، وما إلى ذلك. لكن أحدهم قال: إنهم العرب!!!! ولما سألوه عن المبرر والمسوغ لذلك، قال: كل الأمم ستنتقل إلى الفضاء مستقبلا ويبقى العرب سادة الأرض!!!!!!

   وأستميح القارئ عذرا في أني سأتكلم عن العرب والمسلمين كفئة واحدة على حد سواء!!!! فواقعهم بنفس الدرجة من التردي. ناهيك من أن العرب هم رأس المسلمين وقادتهم إلى كل هذا التدهور والانحدار. 
  ويحكى أن المرحوم (محمد عبده) قال بعد أن زار بعض الدول الأوربية: لقد رأيت هناك إمارات الإسلام ولم أر مسلمين، وهنا- أي في العالم الإسلامي - أرى مسلمين دون إمارات الإسلام. ونحن نقول للمرحوم (محمد عبده) اليوم: فلتقر عينك يا سيدي، لقد ضاع الخيط والعصفور، فقد ذهب المسلمون اليوم إلى أوروبا ونقلوا كل مهازلهم إلى هناك!!! انتقلوا إلى هناك بطائفيتهم المقيتة، ووهابيتهم الفاسدة، ومفخخاتهم التي لا ينجو منها مسلم ولا غير مسلم إلا الصهاينة الذين تحالفوا معهم. وكما قال الشاعر:
    أرى علل الإسلام فينا كثيرة ***  لكنما الإسلام فينا مغيب

    فهذا شيخ عربي مسلم محسوب على الدين يضع على النافذة سترا. ولما سألوه لماذا هو يصنع ذلك، قال: كي لا أرى القردة والخنازير!!! وما أجدر ذلك الشيخ البائس بذلك الوصف!!! فهو الذي يفتي بقتل الناس من كل المشارب، بما فيهم المسلمون، لأنهم ليسوا وهابيين على دينه!!! وأقول لو أن ذلك الشيخ القميء يعيش في بلده حيث الدكتاتورية المقيتة، هل كان سيعبر بمثل هذه الصراحة عن رأيه؟! لقد تناسى ما يتمتع به من حرية وحرية تعبير عن الرأي في ذلك البلد الأوروبي!!!!
  ولا يعزب عن أذهاننا ما كان يقوله مفكرون وكتاب غربيون كبار بشأن الإسلام والإشادة به بوصفه دينا يحل مشاكل الدنيا بشرعته السمحاء. وقد انتقل (برناردشو) إلى العالم الآخر عام1950 وهو يحمل أروع انطباع عن الإسلام. فماذا لو رأى المسلمين بجواره وهم على هذه الحال! 
   على أن كل الدلائل تشير إلى المزيد من التدهور في المستقبل!!! طالما أننا تركنا شرعة الإسلام ومنهاجه وراحت تلعب بنا الأهواء ذات اليمين وذات الشمال. يعزز ذلك غياب أية دلائل تشير إلى أن الله سبحانه سيغير ما بنا لأنه سبحانه اشترط لفعل ذلك أن نغير ما بأنفسنا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156328
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28