• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من جرائم النظام البعثي البائد  : المقابر الجماعية      (  2  ) .

من جرائم النظام البعثي البائد  : المقابر الجماعية      (  2  )

 كان يمكن ان يكون حدث اكتشاف المقابر الجماعية في العراق بعد سقوط صنم البعث في بغداد عام 2003 ، العامل الأكثر تأثيرا في صناعة المستقبل المشرق للعراق بعد الحقبة البعثية السوداء..لانه كان الحدث المدوٌي الذي كشف :
مستوى القمع والقسوة والحقد والوحشية والطغيان والظلم والإستهانة بأرواح العراقيين ، لدى البعثيين الذين حكموا العراق لثلاثة عقود ونصف في الحقبة الثانية من سلطتهم في بلاد الرافدين ..( 1968 - 2003).
وكشف مدى هشاشة وبؤس النظام السياسي القائم في العراق، والذي تورطت قوى وطنية عراقية ( من خلال التحالفات التي عقدتها مع حزب البعث الحاكم ومع شخص المجرم المقبور صدام ..كما فعل الحزبين الكرديين المعروفين في اوقات مختلفة وكما فعل الحزب الشيوعي العراقي..وحتى بعض الاوساط الدينية التقليدية التي اتخذت موقف الحياد من النظام البعثي..)..تورٌطت في تقويته وترسيخ جذوره ..منطلقة من مصالحها الفئوية .. و غباءها السياسي. 
وكشف مدى التواطؤ العربي والاقليمي والدولي مع نظام القتلة البعثيين ،، خاصة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ..بل وحتى بعد الانتفاضة الشعبية الخالدة في آذار  1991 ، وبعد تحرير الكويت..عندما أخذ التحالف الدولي المسروق ( الكويت ) من ايدي المجرم السارق ( النظام البعثي الصدامي )، ثم غضٌ النظر عن.كل جرائمه تجاه الشعب العراقي وشعوب ودول المنطقة ، وأطلق له ( اي نظام البعثيين القتلة) العنان ليرتكب مايشاء من جرائم بحق اهلنا في وسط وجنوب العراق..والكثير من المقابر الجماعية الكبيرة هي حصلت في التسعينيات ..
وكان بإمكان التحالف الدولي  الذي اخرج قوات صدام من الكويت في 1991 ، ومن خلال الشرعية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومحكمة جرائم الحرب الدولية ، كان بإمكانه ان يمنع نشوء العشرات بل المئات من المقابر الجماعية.. 
كان بامكان حدث " اكتشاف المقابر الجماعية في العراق " ان :
يعطي دروسا اساسية للقوى الوطنية العراقية فيما يخص التوجٌه الجاد لبناء النظام السياسي العادل والدستوري وتثبيت ضمانات قوية وواقعية تحول دون تكرار انبثاق وبقاء حقبة اخرى متشابهة للحقبة البعثية السوداء..ولو بعناوين أخرى ..
وكان بإمكان حدث اكتشاف المقابر الجماعية في العراق والتي صنعها نظام حزب البعث ، ان يُنهي والى الأبد حزب البعث في العراق ويحذفه تماما من الحياة السياسية في العراق..كما فعل الحلفاء واوربا بالذات في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية في 1945 ، حيث تم.حذف دور الحزب النازي واي حزب يشبهه بالفكر والمنطلقات ، من الحياة السياسية في المانيا  ..
بينما نلاحظ في العراق ، تحركا امريكيا وعربيا واوساط سياسية عراقية محلية إنتهازية، لاجل اعطاء دور ما لبعض رجال المؤسسة العسكرية والامنية في الحقبة البعثية، في النظام السياسي الجديد ..لكبح وموازنة تأثير القوى الوطنية العراقية المعارضة للنفوذ الامريكي ..
 
اهمال حكومات مابعد الحقبة البعثية لملف المقابر الجماعية،يشير الى الإستهانة بشريحة ضحايا البعث ، بالرغم.من كونها شريحة مليونية عابرة للاديان والمذاهب والقوميات والمناطق والاحزاب .. 
ويشير ايضا الى عدم جدية حكومات مابعد البعث في السعي لمنع تكرار  الحقبة البعثية السوداء .
ويشير ايضا الى مساعدة مجرمي الحقبة البعثية  على الإفلات من العقاب .. 
كما يدل على جهل حكومات مابعد 2003 بعناصر العدالة الإنتقالية التي تؤكد على حفظ الذكرى 
 
يتبع / ---



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156576
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19