• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حكاية طابوقة  .
                          • الكاتب : سوسن عبدالله .

حكاية طابوقة 

 تروي لي الطابوقة حكايتها، وتقول: انها كانت على سقف بيت فيه أنفاس بركة وسعادة وحياة، وفي البيت أطيب وأسعد عائلة.
تقول الطابوقة:ـ كنت اسهر الليل كله على مناجاتهم لله سبحانه تعالى، وصلاتهم الى أن رحلوا الى كربلاء، وبقيت وحيدة يتيمة، بيت خالٍ من الفرح والأنفاس المباركة، بقيت أعاني هذه المدة كلها وأسمع الأخبار من الناس.
تقول الطابوقة:ـ بقيت أعيش الحسرة لا أنام إلا ودمعتي بعيني، الى أن أتى يوم رأيت أم البيت قادمة، فرحت كثيرا بعودتها، لكن حزنت عندما رأيتها حزينة في وقتها عرفت ان شمعة البيت قد قتلوه في كربلاء، حسرتي أن يقتل مولاي الحسين ومعه اهله وبنوه والطفل الرضيع (عليهم السلام)، وصار البيت كئيباً ومولاتي الرباب تبكي وتنحب ليل نهار، وكل شيء في البيت ينحب معها.
وفي صباح يوم من الأيام، ارسلت مولاتي الرباب خبراً الى الامام السجاد A، تقول فيه: أريد ان ترسل لي عامل بناء، فرحت كثيرا وقلت في نفسي: يبدو أن مولاتي الرباب قررت أن تبث بروحي الحياة وربما قررت إعادة البناء لأجل أن اخرج مع اخواتي الطابوقات كأجمل سقف لبيت حزين.
هي مجرد أحلام، وأخيراً اتى البنّاء واذا بي اسمع مولاتي الرباب تقول له: ارفع السقف، هدمه، لا اريد هذا السقف ان يحميني من الشمس..! صرت اصرخ من حزني ومن خوفي، سيهدمني البناء يا لحسرتي، لا يعلم ماذا سيفعل البناء بي ساعة هدمي، سيأخذ اجمل ما في الحياة.
وفعلاً صعد البنّاء السقف واطاح بي الى الارض.. آخ.. وانا ابكي واستنجد لمولاتي، سيدتي استحلفك بالحسين A اتركيني على قيد البناء، أستحلفك بعبد الله الرضيع اتركيني أتنفس بركات وجودك الميمون، لكنها لم تكن تسمعني يا لحسرتي، أنا طابوقة، من يسمع طابوقة؟ وفعلاً أصبحت أنام عند حافة البيت انظر بكل حزن لمولاتي والشمس تحرق جسدها المبارك، واذا بي اسمعها تقول: يا سيدي يا حسين لا تزعل مني، فأنا لا أرضى أن أنام تحت سقف، وجسدك ينام أياماً بالعراء محترقا تحت سطوة الشمس.
كيف لي يا مولاتي ان اواسيك..؟ كيف لسقف ما كان له وجود في ساعة مقتلك ان يحميني؟ وانا بقيت أبكي مولاتي الى ان تقرحت، كنت أتمنى أن أقفز لأسد شيئاً من الشمس عنها.
وأخيراً.. حدث المتوقع، تمرضت مولاتي وانا انظر اليها، الى أن ماتت وحضر مولاي السجاد A ليحملها مع مجموعة من النساء الى مثواها.. اعذروني انا طابوقة كل حياتي الصمت.. لكن جرّأني المصاب ان ابوح اليكم بما رأيت.. نعم هذه شهادتي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156678
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19