• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : مجسّات أسلوبية في نفحات عقائدية  .
                          • الكاتب : هاشم الصفار .

مجسّات أسلوبية في نفحات عقائدية 

  كل تأمل انطباعي يحاول أن يصلَ آفاق المدوّن المعرفي، والخوض في عملية إشباع مفهومي، أو تثاقف أكثر من رأي، لتعزيز ما تحرزه من نتائج، وتركيز الفعل القرائي. وحين يكون المحورُ (قراءة في نفحات عقائدية)، كتيّب صادر عن (وحدة الدراسات - شعبة الاعلام ـ قسم الشؤون الفكرية والثقافية - العتبة العباسية المقدسة) سيجعل التأمل حاصلاً فكرياً، لكون العوامل النصيّة؛ تعد فواصل حيوية فعلت العديد من الأسئلة المهمة، مثلا سؤال عن مصدر تلك العقائد التي نقرّ بها، ليصل جواب هذه الأسئلة المعروضة في المقدمة الى إثارة الاجرائي الذي يعد نوعاً من أنواع الصياغة المنهجية في عرض الجوهر، فما نؤمن به جاء به الأئمة المعصومون (ع) الذين أقاموا البراهين الساطعة، ليعرّفونا بصدق هذه البراهين. ومثل هذا المفتتح يضعنا داخل منظومة فكرية؛ قرّبت خطواتها المنهجية من مرجعية فكرية ومذهبية، تعالج بعض الاتهامات المنحرفة اتجاه مركز الفكرة، وهي عدم توضيح العقيدة الصحيحة من الأئمة (ع) بحجة عدم امتلاك شيعتهم لقدرة احتمال تلك العقائد، لو أبرزت بصورها الواضحة! وهذه التهمة مرتبكة، ويمكن خلخلتها بواسطة التركيز على المفهوم الرسالي المحمدي الذي صاغ من معدنه نفس العقيدة التي حملها الأئمة كنهج قويم.
 وتبدأ محاور البحث لتنطلق حول مرتكزات العقيدة؛ كالتوحيد، في جملة من التفاعلات العقلية تمنحنا مداخل مهمة للتحاور بعدة اسئلة مهمة، مثلا: مَن الذي خلق الانسان؟ أيعقل أن ينتمي الإنسان الى انماط خالقة لمادتها وخصائصها ودقائق تكوينها، البعض يذهب الى مسارب وأغوار اخرى، كأن يضع شريكاً لخالق هذا الكون! ويبدأ التحاور هيّناً مطواعاً يناقش التصورات الواهمة عن وضعية كيان هذا الشريك، فاذا امتاز بالقوة سيمتلك الاستحواذ، والضعيف يكون مقهورا، ومن ثم أين دلائل هذا الشريك؟ وبعدها نأتي الى ثوابت النص القرآني؛ لنقف عند رؤى حكمة غيبية من جرّاء الخلق، قوله تعالى: (الذِي خَلَقَ المَوتَ وَالحَياةَ لِيَبلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ). وفي سؤال آخر يبصر في عدالة خالق النظام الكوني، والبحث في ماهية الخلق، ومعنى أن الاجراءات الأسلوبية صِيغت على شكل أسئلة؛ تطرح محاورها مضامين أجوبة عقلية، ترجع الاعتبارات أولاً وأخيراً للخالق العظيم، ليجازي المسيء.
 وفي محور آخر يبحث السؤال في فوائد إرسال الرسل، والاسلوب الاستفهامي يعمل فيتثبت الجواب من خلال تركيز الفعل الاجرائي، فمثل هذا السؤال سيأخذ الجواب مساحة في الولوج الى المنطقة الفكرية الساعية لمفهوم التعصيم من الزلل، بواسطة التبليغ الرسالي المحصن. ولينتقل السؤال الى الإمامة، وبمثل هذا السؤال يرسم لنا الأطر الفكرية، كمضمون من المضامين المهمة، تكشف مسار الأئمة الإثني عشر (ع)، وقد نصّ عليهم الرسول الأعظم (ص)، وكان آخرهم الحجة بن الحسن (عج). ويذهب كادر التأليف الى الغيبتين، والمسارات التي شكّلتها، ليصلَ بنا الى علامات الظهور المبارك كعلامة ظهور السفياني في بلاد الشام، والنداء في السماء... ثم يبدأ بسؤال آخر؛ يتمحْور عن مواقف ما بعد الموت، لتكون الإجابة مؤثرة، تبحث في العوالم عمّاهية الاختيار، وبعدها تأخذنا محاور الاجوبة الى مفهوم الجزاء. وفي الختام... قدمت لنا هيئة التأليف كتيّباً صغيراً يمنحنا الكثير من الرؤى والتأملات المهمة والتي نحن بأشدِّ الحاجة إليها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156680
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18