• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الوعظية وثيمات الواقع المعاش في تجربة الشاعر موسى المعمار .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

الوعظية وثيمات الواقع المعاش في تجربة الشاعر موسى المعمار

 تغلغل الواقع المعاش داخل المبنى السردي في الشعر الحسيني؛ يمنحُ التجربة الشعرية وحدات بنائية للواقع التاريخي الذي يكون منطلقا لتماثلات المعاش. وتنوع الاشتغالات يرتبط بقيمة التجربة فنياً، وقصائد الشاعر الحسيني (موسى جعفر المعمار) تماثلت مع الواقع بشكل مباشر مما شكل تناصا مرجعياً مع التأريخ بكل مكوناته وشخوصه وأحداثه، ثم تنصل الى خلق التماهي مع الواقع المعاش في بعض اشتغالاته: 

(موالي حيدر أمسى يعاني - عقودا في السجون وفي الركام
اتاه الشر من شرق وغرب - لينجح أمة بالانقسام)
فالواقع متكون بالعذابات والشكوى، والتي تثير مزيدا من الجواذب الشعورية في هيجان هذا الواقع، وتفاصيل عن الجرح، وهول ما يجري من أحداث ووقائع؛ فالشاعر هنا يشكو جرحين في مسعاه الشعري؛ جرح التأريخ، وجرح الواقع:
(وبعض باع بالدولار دينا - غدا كالذئب يعوي بالقمام
يمثل حزبه صبحا ويمسي - عدو الشعب يذبح بالحمام
يفجر تارة يسعى لأخرى - ويعلن حقد هند بانفصام
ينشر للطائفية في عراق - ويسقي الشعب من سم السقام)
يتناول الشعر القضية بطريقة تجعل الأمرَ في متناول السردي التوضيحي، فهو يستعرضُ الواقع الذي يأخذه الى مرحلة جديدة؛ وهي التحريضية، ومن طبيعتها تهميش الشعري بواسطة أفعال الأمر والنهي:
فيا حكام هذا الشعب هبوا - لنصرة شعبكم بانتظام
فلا تنسوا حقوق الشعب يوما - لأنهم الرسالة من عظام)
فمحاولة إحياء الواقع في النص ليست مسألة سهلة، ويرتهن نجاحها بقيمة حضورها... هناك وجع مستلّ من الواقع التاريخي، يحتاج الى الفعل الدلالي، والى ايحاء حركي غير مباشر؛ كي نحسّ بها فنيا: 
(لحقوا بالركب انصار له - ليتنا كنا زهيرا أو حبيبا
في رياض الطف نالوا سعيهم - نزفت أوداجهم فجرا خصيبا)
 وهذا يعني المؤثرات الفنية التي تعد من المؤثثات الشعرية في لحظات السردي... ارتكز الشاعر موسى المعمار على البنية الوعظية بشكل كبير في تجربته، اذ اعتبرها نهجا اسلوبيا يرتبط بالحاجات النفسية، وتظهر البنية الوعظية بمرتكزات أفعال الأمر والنهي (كن، دع، افق، خص...) أما دخول لا الناهية على الفعل المضارع، فهي كثيرة هي الاخرى (لاتفعل، لاتجزع، لاتبخل: 
(ولاتبخل بدعواك الموالي - وخص كل الاخلة بالنعيم)
فهو من شعراء الولائي يحاول أن يحافظَ على كيانه المنبري، كتبنّي السردي في المدائح النبوية 
( بدءا بسم الله يصدح صوتنا  - وعلى أمين الله بالصلوات 
 نهدي التهاني للامام المرتضى  - في عيده الموسوم بالخيرات) 
لقد كتب الشاعر المعمار تدويناته الشعرية بالفصحى والشعبي والملمع، وقدم تجربته بهدوء.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156713
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19