• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العبادات اسلوب تربوي أساسي في منهج أهل البيت (ع) .

العبادات اسلوب تربوي أساسي في منهج أهل البيت (ع)

العواطف هي أساس الدين والتدين وليس الدين إلا الحب كما ورد عن الإمام جعفر الصادق (ع) بقوله :(هل الدين إلا حب؟ إن الله عزوجل يقول :
{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} فالدين حب الله تعالى واتباع رسوله وهذا الحب يترتب عليه حب المؤمنين وسائر العباد الصالحين وأيضاً حب القيم والمفاهيم التي جسدها أهل البيت (عليهم السلام) في حياتهم ونهجهم، حيث وردت روايات متواترة تحث الوالدين على ربط الطفل برسول الله وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ...
إذ إن ذلك يساهم في:
أولاً: تعميق حبهم في قلبه وكيانه.
ثانياً: الارتباط بهم فكرياً وعقائدياً.
ثالثاً: الاقتداء بهم.
وقد حث أهل البيت (ع) على تجسيد القيم الصالحة في واقع النفس، وجعلوا حبهم للإنسان متوقفاً على إمكانياته في تجسيد هذه القيم، كما أكدوا على ملازمة العواطف العالية، لأن النفس إن لم تتجه إليها فأنها ستنحدر نحو العواطف الهابطة وغير الهادفة، وعلى ذلك ينبغي إبعاد الطفل عن التعلق والانشداد إلى الهابطين أو الهامشيين أو المنحرفين، لأنهم لا يقدمون له النموذج الأفضل في سيرته وممارسته العملية المتوجهة للتكامل والارتقاء والتسامي ويتم ذلك بالمبادرة إلى تحكيم العواطف النبيلة نحو أرقى نماذج الشخصية الانسانية إبتداءً بالأنبياء وبأئمة أهل البيت عليهم السلام وانتهاءً بالعلماء والفقهاء والصالحين والمصلحين.
التمرين على العبادات:
تعتبر العبادات روابط روحية تربط الإنسان بالمطلق اللامتناهي وتربطه بعالم الغيب والمعنويات فعن طريقها يتصل العقل والقلب والروح بالله تعالى إتصالات شتى، حيث يتصل به خشوعاً وتذللاً وحباً وتطلعاً، واطمئناناً إلى قدره، وتسليماً بما يرضاه، ويتصل به مراقبة له في جميع الأمور الملازمة له في حركاته وسكناته.
والعبادات خير وسيلة لوقاية الأطفال من الانحراف لاستشعارهم الارتباط بصاحب الحول والطول وخالق الإنسان والمحيط به وخالق الرحمة والرأفة والجنة للمطيعين وخالق العذاب والنار للعاصين وهذا الاستشعار حصانة من الانحراف والانزلاق نحو مهاوي الرذيلة والتهلكة.
منهج أهل البيت العبادي:
يبدأ منهج أهل البيت (ع) في وضع قواعد أساسية تتناسب مع أعمار الأطفال للتمرين والتدريس على العبادات مع مراعاة قدراتهم عليها واستعداداتهم النفسية والروحية والعقلية لها.
ففي التمرين على الصلاة قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام :
{أدب صغار بيتك بلسانك على الصلاة والطهور، فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً}.
والمقصود من الضرب استخدام الشدة بشقيها النفسي والبدني، فالشدة ذات بعد إيجابي إن أدت إلى إلتزام الطفل بالعبادة فالمصلحة أكبر من الضرر الذي تخلفه لدى الطفل في حال استخدام الشدة التي يجب أن تكون موزونة ومقرونة بالإفهام والنصح والترغيب.
أما في الصوم فيبدأ التمرين على ممارسته من العام السابع ويستمر بالتدريج كلما تقدم في العمر مع مراعاة قدرته البدنية واستعداده النفسي ...
قال الإمام جعفر الصادق(ع) : (إنا نأمر صبياننا بالصيام إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم، فإن كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل، فإذا غلبهم العطش فأفطروا حتى يتعودوا الصوم ويطيقوه، فأمروا صبيانكم إذا صاروا ابناء تسع سنين بما أطاقوا من صيام فإذا غلبهم العطش فافطروا) وكذا يستحب تمرين الطفل على الحج، وعلى عمل الخير كالصدقة على الفقراء والمساكين، وهو أسلوب تربوي يربيه على عدم الركون الى الدنيا والتقليل من تأثير حب المال في نفس الطفل، وهو مقدمة لإصلاح النفس لكي تكون سباقة الى التعاطف مع الفقراء والمحتاجين، وسباقة الى حب الخير وحب الصالحات وحب الإيثار والكرم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156817
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5