• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المستبصر التونسي طارق ظاهري .
                          • الكاتب : رضوان السلامي .

المستبصر التونسي طارق ظاهري

 كانت الهجمة الوهابية على التشيّع قد ساهمت في أحد جوانبها في التعريف بالتشيّع، وحثت الناس على التساؤل والبحث عن الحقيقة

تستمر عقيدة آل البيت الأطهار (عليهم السلام) بالانتشار والتوغل بين صفوف أصحاب العقول النيّرة والقلوب النقية، فيضيء الفكر العلوي بنوره وشعاعه الإلهي على كلّ أرجاء المعمورة، وخاصة لدى شعوب شمال افريقيا وفي دول المغرب العربي بالذات، فنرى أتباع أهل البيت (عليهم السلام) يزدادون يوماً بعد يوم وخاصة في تونس الخضراء التي تعتبر أرضاً خصبة للتشيع؛ وذلك لطيبة أهلها وسماحتهم وحبهم لأهل البيت (عليهم السلام).
الأستاذ طارق ظاهري من أبناء تونس يعمل أستاذاً للغة الانكليزية في مدينة (قفصا) التي تقع جنوب غرب تونس يبلغ من العمر (33) سنة ، وقد اهتدى لنور أهل البيت (عليهم السلام) وجاء لزيارة المولى أبي الفضل العباس (ع) فتحدث عن استبصاره قائلاً:
كانت بداية استبصاري من خلال لقائي مع أحد التونسيين، وهو مستبصر بنور أهل البيت قديماً، وقد كان له الفضل بأن نبّهني الى الكثير من المسائل التأريخية والعقائدية، خاصة فيما يتعلق بواقعة الطف ومقتل الامام الحسين (عليه السلام)، حيث كنت أعتبر نفسي دارساً ومطلّعاً ومثقفاً، ولكن بعد اطلاعي تبيّنت لي الكثير من الحقائق حول هذه القضية.. ولقد كانت الطريقة التي تعامل بها هذا الشخص جميلة ومنطقية، حيث كان يلقي عليّ الاشكالات والشبهات ولا يعطيني الإجابة، بل يتركني للبحث حتى أصل الى النتيجة.
وأضاف: لقد قرأت عدداً من الكتب، وأصبحت أبحث عن النقاط التي كانت غير مفهومة لديّ فوجدت الحقائق كلها موجودة في كتب المخالفين لأهل البيت وتشيّعت بحمد الله تعالى، وكان ذلك منذ تسع سنوات تقريباً.
وعن حال التشيّع في تونس قال:
في فترة النظام السابق لم يكن هنالك تصادم كبير مع أتباع أهل البيت (ع)، ولكن بعد دخول هذه الفرق المنحرفة، حلّت على تونس كارثة كبيرة، وذلك بسبب الاخوان والوهابية والسلفية، وأصبحت هنالك مشاكل كثيرة، فهم يصطدمون مع كل من يخالفهم، وقد قاموا باحتلال المساجد، واستغلالها لأعمال ضد أهل البيت من خلال توزيع المنشورات والكتب ضد الشيعة، وهذا الحجم من الصِدام لم يكن بهذه الشاكلة قبل وصولهم الى سدة الحكم، ولكن من جانب آخر كانت الهجمة الوهابية على التشيّع قد ساهمت في أحد جوانبها في التعريف بالتشيع، وحثت الناس على التساؤل والبحث عن الحقيقة.
وأشار:
إن الذين تسلموا سدّة الحكم اليوم هم قيادات وهابية للإخوان المسلمين، وهم خائفون بشكل كبير من الشيعة، فقد تكلم مساعد وزير الشؤون الدينية في إحدى المرات بكل صراحة بوجوب التصدّي للمدّ الشيعي. كما ولدينا تسجيلات لشيوخهم تعلن بصراحة أن الشيعة يجب أن يُقتلوا.
وعن استذكار العاشر من المحرم في تونس قال:
يوجد في تونس عدد من التقاليد والممارسات التي تعتبر من مخلفات بني امية (لعنهم الله)، حيث نرى بعض الناس يفرح في هذا اليوم من خلال بعض الروايات المنحرفة التي تحاول تشويه الحقائق، وتشوش على الجرائم التي قام بها أبناء الشجرة الأموية الملعونة بقتلهم الحسين وأهل بيته وأصحابه.
وتحدث حول نشاطاتهم في نشر التشيّع بتونس قائلاً:
بحمد الله تعالى بدأنا الآن نجتمع ونلتقي ضمن جمعية سلام الثقافية التي أسسناها من أجل تفعيل العمل لنشر فكر وثقافة أهل البيت (عليهم السلام) وتعريف التونسيين بهذه العقيدة الحقة، ولكننا نفتقد الى الكثير من الأمور وعلى رأسها الخبرة في النشاطات الثقافية، حيث إن تجربتنا لا تزال جديدة وقصيرة في مجال خدمة أهل البيت (عليهم السلام)، لذلك نأمل من زيارتنا للمدن المقدسة واحتكاكنا مع العلماء الى ازدياد معرفتنا في هذا المجال، ونحتاج الى دعم مادي ومعنوي وفكري وثقافي بالكتب المطبوعات المختلفة؛ لأننا نواجه هجمة شرسة، فالشيعة مستضعفون بشكل كبير في تونس، ويحتاجون الى كل سبل الدعم.
وحول استقبال التونسيين لفكر أهل البيت (ع) قال:
أهالي تونس مثقفون وأذكياء، ويتقبلون الكلام المنطقي والأدلة التي تُطرح أمامهم بلا تعصب أو تشنج، لذا نحن نحتاج الى الأخذ بيد التونسيين نحو الحقيقة والهداية الى عقيدة الولاء لآل البيت الأطهار (صلوات الله عليهم).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156948
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19