تشتهر الحلة الفيحاء بكثرة مراقد علمائها الذين مجموع قبورهم (365) مرقداً وقبراً على قدر أيام السنة، وبسبب وجود المرجعية الدينية والعلمية في وقتها، أي منذ تأسيس مدينة الحلة سنة (495 هـ) (1101 م) وأهل الحلة أحبوا العلم، وتخرج فيها علماء وفقهاء وخطباء وشعراء، توزعوا إلى كافة مدن العالم، ومنهم من عاش في الحلة ومات فيها، مثل السيد حسن بن نعمة الحائري الحلي القطيفي الذي جاء أبوه من القطيف من السعودية إلى العراق، وبالتحديد إلى الحلة الفيحاء لطلب العلم، وذلك في عام 1253 هـ.
في عام 1260 هـ ولد السيد حسن بن نعمة في الحلة، ونشأ فيها وسار على خطى أبيه العالم الجليل نعمة القطيفي، فأقبل على الدروس ومطالعة الأدب وأخذ إسرارها. وكان فيها البلبل الغريد، فعلا شأنه، وحسن ذكره، وحمدت سيرته، لذلك نراه واسع الاطلاع في موضوعه ملماً بأصوله وفروعه، والخطيب المفوه الذي امتاز بقوة أسلوبه ونصاعة بيانه، ومما يذكر عنه انه اشتهر بحسن الإلقاء وضبط الحديث إضافة إلى ذلك، فقد كان شاعراً أديباً له منزلة مقبولة وشأن يذكر. ومن أبياته الشعرية لمدح صديقه:
فيا أيها المولى الرفيع مقامــــــه ومن هو للدين الحنيفي ساعـــدُ
كأنّ الورى جيدٌ وجودُك طوقُـه ورهطك يا بدرَ المعالي الفراقدُ
وخلقك يزري بالرياض نضارة وربُ المعالي في معاليك شاهدُ
وأشارت المصادر الموثوقة بأن والده غادر إلى كربلاء المقدسة، لتعلقه بالإمام الحسين (ع) وتفانيه في حبه، حتى توفي في كربلاء عام 1290هـ، ودُفن في النجف الأشرف قرب الإمام علي بن أبي طالب (ع) وعاد السيد العلامة حسن بن نعمة الى مقره في الحلة لمواصلة علومه وتعليم تلامذته.
اشتهر بالخطابة في الحلة الفيحاء وفي كربلاء، كما ذكر في معجم خطباء كربلاء، وقد بقي بعد والده ببضعة سنين، حيث توفي في الحلة وهو الأصح وليس في كربلاء، ودُفن في الحلة في محلة (الجباوين) في الفرع المؤدي إلى مرقد السيد (أبو الفضائل أحمد بن طاووس (قدس)) والقبر مكتوب عليه السيد الحسن بن نعمة الدمستاني، وقبره مشهور ويُزار ويُتبرك به لأنه من علماء المسلمين الشيعة البارزين في وقته، وقبره داخل غرفه مربعة الشكل يطل على الزقاق من خلال شباك وباب له من الحديد بناه أحد المحسنين عام 1970م.
|