• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نهضة الإمام الحسين (ع).. مدرسة الموعظة والفكر الإنساني .
                          • الكاتب : سلام محمد البناي .

نهضة الإمام الحسين (ع).. مدرسة الموعظة والفكر الإنساني

  تعد واقعة الطف من الحقائق والأحداث المهمة في التاريخ، لما حملته من دلالات في الصبر والإيمان والبطولة التي قلّ نظيرها على مرّ الأجيال، وقد بهرت مدلولاتها أعظم فلاسفة وكتاب ومؤلفي الأدب والتاريخ، حتى باتت مدرسة فريدة ينهل منها الباحثون عن الموعظة والفكر الإنساني الثر، وفتح شروقها في ذلك اليوم الأليم كل انغلاق وغروب مرّ على الدولة الإسلامية. 
 وقد ترك الأدب بصورة عامة، والشعر بصورة خاصة، بصمات واضحة للتعريف بهذه الواقعة التي علمتنا إضافة إلى القيم النبيلة لأهل البيت (ع)، وتضحياتهم، علمتنا أدبهم، واهتمامهم بالأخلاق والأدب العالي، حتى وهم في أشد الظروف. وقد حدثت في الوقت الحاضر تطورات واضحة وواسعة، بخصوص قراءة فكرة ثورة الإمام الحسين (ع)، وتأثيرها على مجمل الحياة في عالمنا اليوم، بل وأثرت تأثيراً واضحاً على الوضع السياسي العام. 
 وعمل الكثير من رجالات السياسة والتاريخ، على جعل مفاهيم ثورة الحسين (ع) موضوعا للدراسة والبحث؛ لكي تنير درب الأجيال، كما وان هناك الكثير من الكتب، قد تناولت فكر أهل البيت (ع) وبالتحديد مدرسة عاشوراء؛ إذ أن ماجسّده أبو عبد الله الحسين وأخوه أبو الفضل العباس وأهل بيته وأصحابه (ع) في ملحمة الطف، من كمالات وعبر انسانية، تفوق كل وصف. وبقيت كلمات الحسين (ع) خالدة حتى الآن، لما تميزت به من الفصاحة والبلاغة... والى الان لم ينجحْ أعداء الإمام في كسر هذه الروح الأبية، والسلوك الانساني الذي تجسّد في شخصيته، وصار مصرع الحسين (ع) في كربلاء أهم حدث في التاريخ الإنساني، وظل رمزا للمسلمين حتى يومنا هذا، وصارت الواقعة مصدرا فكريا رساليا ساميا للإنسانية في جميع البقاع؛ لأن الحسين ملك للجميع، وهو موطن الفكر الصافي العذب الذي يقصده العطاشى من كلّ الأديان، ليغترفوا من عذب فكره من أجل الوصول الى الكمال الإنساني الذي مثله أبو الشهداء في كربلاء، كما وأن موقف وتضحية وشجاعة أبي الفضل العباس (ع) في تلك الواقعة، أعطت أكبر الدروس للإنسانية، من خلال شهامته وإيثاره، وكيف لا وهو ابن من أرسى دعائم الإسلام، حتى صار أبو الفضل العباس (ع) مثلا يضرب، عندما تذكر الإخوة والشهامة الحقيقية...    
 فالحسين (ع) وكما عرفناه ثورة في ضمير الإنسانية، وباني منهجها الكامل، لنسلك ذات الطريق الذي سلكه وهو طريق المبادئ والتضحية من أجل كلمة الحق، وعلى الإنسان أن يجعل اللّه تعالى هدفه في كل عمل، وأن كل خطوة تكاملية قام بها الإمام الحسين(ع)، كانت في إطار التقرب إلى اللّه عز وجل، وفي إطار تحقيق الرضا الإلهي لا غير.. وأن كل المصائب والمتاعب التي واجهت الإمام، كانت في خط التقرب الى الله تعالى، ومحاكاة للوجدان؛ ونظرتنا لأهل البيت (ع) هي نظرة لنماذج حية للإنسان الكامل؛ كونهم نماذج رفيعة للمفاهيم المتقدمة من البشر، فهم أهل مودة وعلم وأدب، وأهل حق ورسوخ في العلم، ونرتبط معهم برباط من العاطفة الجياشة.
 وقد كشف لنا تاريخهم وعلمتنا مسيرتهم الكثير من الخلق والأدب السامي والاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية والتاريخ، ونقلت لنا الكثير من هذه الأساليب العملية التي عملوا بها وأرادوها أن تكون لنا أسسا لبناء جيل إسلامي متطور، بعد أن كانوا هم القمة في السلوك الإنساني الذي أرادوه مشعلا ينير درب الإنسانية. لهذا فان الإشارة من خلال هذا الموضوع مهمة على صعيد الفكرة التي جاء بها الحسين (ع) من خلال وجوده المادي والمعنوي، حيث كان الحسين (ع) بكل كيانه وسيلة موصلة إلى الله سبحانه وتعالى، ولم يكن هدفا تقف عنده العواطف والعقول، دون العبور الى الله سبحانه. لهذا لا بد لنا من الانتفاع روحياً وفكرياً من هذه الثورة الوجدانية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157213
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19