• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : متى يتخلص العراق من (جوقة المطبلين ) ؟ .
                          • الكاتب : عامر هادي العيساوي .

متى يتخلص العراق من (جوقة المطبلين ) ؟

إن الدارس للمجتمع العراقي سيجد انه يتطابق مع اغلب المجتمعات البشرية في اغلب السمات الأساسية .انك تستطيع أن تلاحظ الثراء الفاحش الى جانب الفقر المدقع والعبقرية الى جانب البلاهة والشرف الى جانب الانحطاط والسمو الى جانب الوضاعة والرفعة الى جانب السفالة وهكذا الى أن تجد نفسك في آخر المقارنة حائرا في  تفسير وجود فئة لا تكاد تلمح أي دليل على وجودها في أي مجتمع آخر سواء أكان هذا المجتمع متقدما كالسويد أو متخلفا كالصومال.إن هذه الفئة التي أتحدث عنها أجد نفسي عاجزا عن إيجاد الاسم المناسب لها او المصطلح المتفق عليه في قواميس السياسة العالمية لذلك اخترعت لها اسم (جوقة المطبلين )0
إن( جوقة المطبلين) فئة عريضة في العراق وجدت منذ سقوط الملكية وراحت تتسع بسرعة عجيبة بمرور الزمن تحت رعاية  وعناية مركزة من قبل الحاكمين الذين تعاقبوا على حكم العراق على ظهور الدبابات 0 
إن هؤلاء الحكام المذكورين باستثناء عبد الكريم قاسم لا يمثلون على الإطلاق  إرادة الشعب العراقي ولم يكن في نيتهم خدمة البلد او النهوض به وانما فقط الاحتفاظ بالسلطة بجميع الوسائل غير الشريفة وعلى رأسها الاستبداد والظلم والقهر فوجدوا أنفسهم بحاجة شديدة الى كماشات يستخدمونها عند الحاجة للتعامل مع النيران التي قد يشعلها هذا الطرف او ذاك من العراقيين فانشئوا تلك الجوقة  المتكونة عادة مع الأسف الشديد من بعض شيوخ العشائر ووجهائها ممن يصح تسميتهم بالمؤلفة قلوبهم وبعض الأثرياء وبعض الرجال الذين يحسبهم البعض ظلما على الدين .
لقد عبر عزت الدوري عن هذه الفئة دون أن يذكرها ودون أن يشعر حين قال يوما لصدام حسين وعلى القناة التلفزيونية الوحيدة آنذاك (إن أخطاءك يا سيدي خير من صوابي ) فهذا هو ديدن مؤسسي الجوقة المذكورة منذ أيامها الأولى  القائم على قلب الحقائق لصالح المسئول وقد كان الدوري في ذلك صادقا جدا لان خطا صدام حسين قد يعود نفعا على العراقيين بعكس صوابه أما صواب عزت الدوري فلا جدوى منه لأنه سوف يبقى حبرا على ورق أما جوقة المطبلين فأنهم ابعد ما يكون عن الصواب وعن جادته  0  إن العلاقة بين الحاكم والجوقة تتعرض  الى الكثير من موجات المد والجزر تبعا لمصلحة الحاكم وأصبح كل طرف يعرف تماما حاجة الطرف الآخر بدون تصريح فالتطبيل والتزمير مقابل الوجاهة والمكاسب الرخيصة ,تلك هي المعادلة 0
ويبدو أن البعض من سياسيي العراق الجديد قد أتقنوا لعبة من سبقهم من الحكام وراحوا هذه الأيام وهم يرون الانتخابات على الأبواب يتعاملون بنفس الطريقة ونفس الأساليب التي كانت سائدة في العهود الغابرة 0 إن ولائم (اللحم والطبيخ ) تشتغل بقوة اليوم في جحور كبار رجالات كل العصور على نفقة بعض ضعاف النفوس من المسئولين 
إن مأساة وآلام العراقيين من قهر وإذلال ومقابر جماعية وسجون ومعتقلات تقع كلها على عاتق فرق التزمير والتطبيل المنتشرة في العراق بشكل عام وفي الوسط والجنوب بشكل خاص فهي التي تصنع الدكتاتور ثم تدعو البسطاء من ابناء شعبنا الطيب للركوع عند قدميه. 
ليعلم المخلصون من الساسة العراقيين بان العراق لا خلاص له ولا مستقبل إذا بقي المطبلون يصولون ويجولون في مساجدنا وجوامعنا وشوارعنا وحاراتنا فهل سيأتي اليوم الذي يحتفل فيه العراق بمناسبة خلوه من (الشواذي والسلوكية ) ومن لف لفهم من أنصار (ياهو الياخذ امي يصير عمي )؟لا أظن ذلك على الاقل في المستقبل المنظور 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15748
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5