• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل فشلت الشيعة بقيادتها للأمة ؟ .
                          • الكاتب : عباس عطيه عباس أبو غنيم .

هل فشلت الشيعة بقيادتها للأمة ؟

كثير ما نسمع هذا اللغو في أوساطنا العلمية والثقافية والأدبية وحتى مجالس فخرنا ودواوينهم العامرة بالشجاعة والكرم أن الشيعة ليس أهلاً الحكم وهذا لا يعكس الصورة الجميلة لأبنائنا الكرام الذين زاولوا مهام عملهم في السلطة فمنهم القاضي والمحامي والدكتور والممرض والضابط والشرطي وكذلك المهندس والعامل والقائمة تطول في عرضها وهل هؤلاء فشلوا في عملهم ؟.

تهميش متعمد :

أن النظرة الثاقبة لأبنائنا الذين شملهم التهميش وحتى الذين لم يشملهم التهميش فأن الصعود والنزول كفيل بهم لأم الممارسة العملية والتألق لم يكن يشملهم لأن من وضع حجر الاساس للحكومات المتعاقبة على حكم العراق كانت بقيادة سنية وليس لهم للشيعة فيه أي دور وأن كان دور فهو جانبي يسوده التهميش في أخذ القرار .

عصر الشيعة :

لو نظرنا إلى عصر الشيعة لوجدناه قد شهد انكماشاً وانفراجاً كما شهد صعوداً ونزولاً من خلال عملة وهذه المضامين والعناوين شهدت التألق العلمي والسياسي والثقافي والاجتماعي وهذا يعزوه الكتاب والمؤرخون أن من وضع حجر الأساس لهم من القادة ومن تبعة بطبيعة الحال حتى يشهد افول لهذه الدولة حتى يأتي الفارس الهمام ويضع حجر لدولته التي تقام على النظام الاجتماعي .

الشيعة والحس الوطني والبعد الروحي :

أن الشيعة لهم حس وطني تجده من خلال مقاومة الاحتلال وصد كل هجوم آثم على بلدهم مع ذلك تجد التنكر من قبل القادة التي تجبي اموالهم دون رفاهيتهم كما يشهد البعد الروحي المعنوي لمرجعتيهم ومقامها السامي في تذليل الصعاب متخذاً من حكومة الامام علي بن ابي طالب (عليهما السلام )منهجاً وضاحاً وأن الحوزة العلمية التي تؤسس ادوارها واستحكام دائم قوته .

كما شهد الشيعة ستة عصور ذهبية في مصير الأمة وأن كان المخالفين لها كثر وهذا يعد امراً مهماً في تأريخ الأمة وأن الاستحقاق لخلافة أمير المؤمنين ونشوب السقيفة والتي من بعدها جاء العصر الأول من حكومة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام ) وأن دور الائمة الحسن والحسين وعلي بن الحسين والباقر والصادق (عليهم السلام ) وحركته وما شهدته من ثورات ضد التعسف والطغيان إلى عصر الأمام الصادق (عليه السلام ).

عودة للشيعة والحس الوطني والبعد الروحي :

أن العصر الثاني الذي جاء بعد نهاية الحكم العثماني وحركة العباسيين ضد بني أمية شهدت الفترة عصر جديد ونهوض بواقع الأمة ومدرسة التشيع الفقهي وهذه الحرية التي شهدها الأمام كفيلة بأن تضع نظام جديد يتمتع بها الشيعة من ظهور فرق ومذاهب كثيرة وهذا امراً طبيعياً عندما تنهار الدول يتخلص اتباعها من الموروث الاجتماعي السائد في تلك الفترة ولكي تتأقلم مع الواقع تنفض اعباء الموروث السياسي .

وهنا علينا أن نضع عنصر التشدد السياسي على دور الائمة (ع) وإتباعهم بدأ من الأمام الكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والمنتظر القائم المهدي (عج )وهذه الفترة شهدتها ثورات وزعامات كثرة فكرية ثقافية تمارس دورها في ظل سلطات دموية تعسفية لتشديد السلطة قبضتها .

عودة للشيعة والحس الوطني والبعد الروحي :

أن القيادة بعد غيبة الأمام المهدي الموعود (عج ) اصبحت بيد النواب الأربعة وهو نظام اجتماعي ديني يرتكز على تأسيس نيابة خاصة وتأسيس حوزة علمية تعتمد على الفقهاء والمحدثين مثل الصدوق والمفيد والمرتضى كما شهدت زعامة الشيخ الطوسي إلى تأسيس الدولة البويهيه وهي بدورها شكلت النظام السياسي والديني في العراق وايران .

كما شمل الدولة الادريسية في تونس والجزائر والمغرب وبعدها الدولة الحمدانية في شمال عراقنا الحبيب وبلاد الشام وحتى عصر الدولة الفاطمية في مصر ,ليختمها الدولة العلوية في طبرستان ايران وهذا يعد من اجمل عصور الشيعة حتى جاء الانهيار المدوي على يد صلاح الدين الايوبي والسلجوقي ومن بقايا الامويين في افريقيا .

عودة للشيعة والحس الوطني والبعد الروحي :

أن الحركة التي قام بها الشيخ الطوسي وتأسيس الحوزة العلمية ونقلها من بغداد إلى النجف الأشرف والتي تميزت بالتألق الفكري والعلمي من حيث بات الزعيم الديني للشيعية في اغلب البلدان العربية وهذا المركز تحول إلى ظهور اجتماعي سياسي ديني خالص واستحكام حلقاته فكراً وعلماً .

أن النظام المركزي للشيعة والذي بدأ من النجف الأشرف ليصل إلى ايران وتركيا والبحرين واليمن ومن ثم إلى لبنان وغيرها من المدن ولم تزل السلطة تحكم سيطرتها وتشنع عليهم حتى قيام الدولة الصفوية في تبريز واصفهان اذ تعد ثاني دولة شيعية بعد انهيار الدولة الفاطمية وانت قس على حال الشيعة في تلك الفترات من الانكماش وانفراج ونزول وصعود وهذه الاوضاع من قمع واضطهاد حتى مجيء الدولة الصفوية لتقلب الطاولة رأساً على عقب على الدولة العثمانية .

عودة للشيعة والحس الوطني والبعد الروحي :

أن العصر الصفوي الذي شمل ايران واغلب مناطق غرب اسيا وشرقها كما شمل افغانستان واجزاءً من القارة الهندية والقوقاز وغيرها من مناطق الخليج وأن في العراق الحوزة العلمية التي شكلت النظام الديني الاجتماعي والدولة الصفوية النظام السياسي والذي لعب دور مهم في الوقوف بوجه المجازر التي تلعق الشيعة من الحكومة العثمانية .

وسقطت الدولة الصفوية وتبعها سقوطاً مدوياً متوالياً في اغلب المناطق ولحقتهم ضربات ومجازر متواصلة منظمة من الحكومة العثمانية وغيرها حتى مجيء القرن العشرين لتكن هناك صحوات وثورات تفتقد استراتيجيات النهوض حتى مجيء السيد الخميني وها هي الدولة اسلامية الشيعية التي لها مشاريعها الاستراتيجية التي ادهشت العالم وأن لحقها الاذى والتعسف من دول العالم لكنها باقية شوكة وهي تختلف اختلافاً جذرياً عما سبقها .

أختم حديثي عن هذه الدولة القوية والقائمة على مبدأ الشورى وولاية فقية ليرافقها تطور ونهوض شامل دولي وعلمي وسياسي وديني وهذا التطور لحق المستضعفين في بقاع العالم العربي ولعل الشاهد عندما اجتاح داعش وقضم ثلث العراق لم يكن هناك أي مساعدة من قبل دول الجوار وحتى التي قضمت العراق وجاءت بنظام ديمقراطي لم تنبس ببنت شفه حتى رئيسها قال أن داعش سوف تبقى خمسين سنه حتى يتمكن من خروجها وهذه الدولة التي دعمت ابناء الحشد وحتى الحكومة العراقية وغيرها لدليل قوتها وقوة نفوذها .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157554
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16