أشرنا إلى أنَّ التعبَ والإرهاق من مسببات فقد الشهية عند الطفل، لذا فأنّ على الأم أن تهيِّء الطفلَ لتناول الطعام، وذلك بمساعد الطفل على الجلوس براحة واطمئنان مع بقية أفراد العائلة... كذلك يجب أن يُراعى وضعُ الطفل وراحته عند جلوسه على المائدة، إذ ينبغي أن يكونَ الطفلُ في وضع ملائم ومريح، وكذلك المائدة نفسها،. كما ينبغي الانتباه إلى الصحون والملاعق والأكواب لئلا تكون غير ملائمة للطفل، أو مزعجة له، فينزعج من ذلك، وتعاف نفسه الطعام.
ومن ناحية أخرى، قد لا يجد الطفلُ وقتاً كافياً لتناول طعامه، إما بسبب عجلة أفراد العائلة في تناول طعامهم، أو عجلته هو نفسه، مما يسبب له بعض الإرباك الذي يفقده شهيته للطعام.
كذلك فأنّ الطعام كلما كان مظهره لطيفاً جذاباً، وطعمه شهياً، ورائحته زكية، وطريقة عرضه مغرية جذابة، كلما أقبل الطفل على تناوله بشغف أكبر، وشهية أفضل، وعلى الأم أن تتفهم ما يحبه طفلها من وجبات، وما يستسيغه من طعام، فتعمل على الإكثار من إعداده له، فإذا ملَّ تناوله على مرّ الأيام، تعمل على إعداد ما يحبه من طعام آخر، فأن لديها من تنوع الطعام، وتعدد أصنافه، ما يغنيها عن الحيرة، ويجعل أمامها اختيار نوع الطعام سهلاً ميسوراً.
ولا يفوتن الأم عند جلوس طفلها على المائدة، أن يكون جوُّ الطعام بهيجاً ساراً، تتخله أحاديث لطيفة مسلية، والإبتعاد عن الأحاديث المؤسفة المؤلمة، أو المقززة للنفس ونحو ذلك.
كما يجب أن يُعاملَ الطفلُ وهو على المائدة معاملة الكبار، فلا يُلام على خطأ يرتكبه، فلا يُوبَّخ مثلاً إذا سقط من يده شيء من أدوات المائدة: كالملعقة مثلاً، أو بعض الطعام أو غير ذلك...
كما أنَّ شهيته للطعام يجب أن تُحترم، فلا يُلحُّ عليه، ولا يُجبر على تناول نوع معين من الطعام دون آخر، أو الإكثار منه مثلاً، حتى يشعر الطفلُ بأنه عضو في العائلة، مثل بقية أعضائها الذين هم أكبر منه سناً.
|