• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أهمية علاج مشكلات الطفولة .
                          • الكاتب : رباب الشيخ جاسم .

أهمية علاج مشكلات الطفولة

نظراً لأهمية الطفولة كحجر أساس لبناء شخصية الإنسان مستقبلاً، وبما أن لها دوراً كبيراً في توافق الإنسان في مرحلة المراهقة والرشد، فقد أدرك علماءُ الصحة النفسية أهمية دراسة مشكلات الطفل وعلاجها في سنٍّ مبكرة، قبل أن تستفحل وتؤدي لانحرافات نفسية، وضعف في الصحة النفسية في مراحل العمر التالية. 
وقد تبيّن من دراسة الباحثين في الشخصية وعلم نفس النمو، أن توافق الإنسان في المراهقة والرشد مرتبط الى حدٍّ كبير بتوافقه في الطفولة؛ فمعظم المراهقين والراشدين المتوافقين مع أنفسهم ومجتمعهم توافقاً حسناً، كانوا سعداء في طفولتهم، قليلي المشاكل في صغرهم، بينما كان معظمُ المراهقين والراشدين سيئي التوافق، تعساء في طفولتهم، كثيري المشاكل في صغرهم. 
كما أن نتائج الدراسات في مجالات علم النفس المرضي، وعلم النفس الشواذ، أوضحت دور مشكلات الطفولة في نشأة الاضطرابات النفسية والعقلية، والانحرافات السلوكية في مراحل المراهقة والرشد... ومن هذه المشكلات: 
مشكلة العناد والتمرد على الأوامر، وعدم الطاعة:
العناد هو عصيان الطفل للأوامر، وعدم استجابته لمطالب الكبار، في الوقت الذي ينبغي أن يعمل فيه. والعناد من اضطرابات السلوك الشائعة، وقد يحدث لفترة وجيزة أو مرحلة عابرة، أو يكون نمطاً متواصلاً أو صفة ثابتة في سلوك وشخصية الطفل. 
أسباب مشكلة العناد لدى الطفل: 
1-إصرار الوالدين على تنفيذ أوامرهما غير المتناسبة مع الواقع: كطلب الأم من الطفل أن يرتدي الملابس الثقيلة، مع أن الجوَّ دافئ، مما يدفع الطفل للعناد كردة فعل. 
2-رغبة الطفل في تأكيد ذاته واستقلاليته عن الأسرة، خاصة إذا كانت الأسرة لا تنمي ذلك الدافع في نفسه. 
3-القسوة، فالطفل يتقبل الرجاء، ويرفض اللهجة القاسية، فيلجأ للعناد، وكذا عندما يتدخل الوالدان في كل صغيرة وكبيرة في حياته، ويقيّدانه بالأوامر التي تكون أحياناً غير ضرورية، فلايجد الطفل من مهرب سوى بالعناد. 
4-تلبية رغبات الطفل ومطالبه نتيجة العناد، تدعم هذا السلوك لديه، فيتخذ هذا السلوك لتحقيق أغراضه ورغباته. 
وهناك عدة مقترحات لعلاج هذه المشكلة منها: 

1-تجنب الإكثار من الأوامر على الطفل، وإرغامه على اطاعتك، وكن مرناً في إلقائك الأوامر، فالعناد البسيط يمكن أن نغض الطرف عنه، مادام أنه لا يسبب ضرراً للطفل. وخاطب الطفل بدفء وحنان، فمثلاً: استخدم عبارات يا حبيبي، أو يا طفلي العزيز. 
2-احرص على جذب انتباهه قبل اعطائه الأوامر. 
3-تجنب ضربه، لأنك ستزيد بذلك من عناده، وعليك بالصبر، فالتعامل مع الطفل العنادي ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب استخدام الحكمة في التعامل معه. 
4-ناقشه وخاطبة كانسان كبير، ووضح له النتائج السلبية التي نتجت عن أفعاله تلك. 
5-إذا اشتدَّ عناده إلجأ للعاطفة وقل له: إذا كنت تحبني افعل ذلك من أجلي. 
6-إذا لم يجدِ معه العقل ولا العاطفة، احرمه من شيء محبب إليه: كالحلوى أو الهدايا، وهذا الحرمان يجب أن يكون فوراً، أي بعد سلوك الطفل للعناد، ولا تؤجله. 
7-وضح له من خلال تعابير وجهك ومن خلال معاملتك أنك لن تكلمه حتى يرجع. 
ملاحظة: عزيزي المربي، لا تنسَ أن الطفل عندما يمرّ عبر مراحل نموه النفسي، تظهر لديه علامات العناد، وهذا شيء طبيعي يشير إلى مرحلة طبيعية من مراحل النمو، وهذه المرحلة تساعد الطفل على الاستقرار، واكتشاف نفسه وإمكاناته، وقدرته على التأثير في الآخرين، وتمكنه من تكوين قوة الأنا، فليس كل عناد مرضي او يستلزم العلاج.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157614
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 10