• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مسؤولية الشيعة تجاه رسالتهم : الشيعة من هجروا مجالسة الأشرار .
                          • الكاتب : الشيخ عبد الرزاق فرج الله .

مسؤولية الشيعة تجاه رسالتهم : الشيعة من هجروا مجالسة الأشرار

  وهو مما يترتب على حبّ الإخوان، من النزاهة الشاملة للظاهر والباطن، باجتناب كلّ من تقرّب مجالسته من النار؛ إذ ما من إنسان إلا ويعرف من خلال خلطائه، وقرناء مجلسه، إن كانوا من أهل الصلاح والإصلاح، فقد عُمرت بهم القلوب، وسترت بهم العيوب، فبهداهم اقتده، وإن كانوا من أهل الدناءة والشر، فهم سبب كلّ تهمة لمن جالسهم، وكلّ ريبة لمن خالطهم.

عن أبي جعفر، عن آبائه، عن علي (ع) قال: (مجالسة الأشرار تورثُ سوءَ الظنّ بالأخيار، ومجالسة الأخيار تلحقُ الأشرارَ بالأخيار، ومجالسة الفجار للأبرار تلحقُ الفجار بالأبرار، فمن اشتبه عليكم أمره، ولم تعرفوا دينه، فانظروا إلى خلطائه، فإن كانوا أهل دين الله، فهو على دين الله، وإن لم يكونوا على دين الله، فلا حظَّ له في دين الله) (مستدرك الوسائل – للنوري -: 8/ 44).
والأشرار عنوان عام يشمل مفردات عدة، قد حذرت منها نصوصُ أهل البيت (ع) فعلى المؤمن تجنبها:
1- مجالسة السفهاء: وهم الذين خفت عقولهم، وحملهم الجهل والطيش على مواضع الهلكة، قال رسول الله (ص): (العافية في عشرة أشياء، تسعة في الصمت إلا عن ذكر الله، والعاشرة في ترك مجالسة السفهاء) (مجموعة ورام: 2/ 112).
2- مجالسة من أطغاهم الغنى: لأن الغنى والثراء سبب لإعراض الإنسان عن ربه، وانشغاله عن فروضه، ما لم يتوجه المال – في كيفية اكتسابه وإنفاقه – بتوجيه السماء، لذلك قال رسولُ الله (ص): (إياكم ومجالسة الموتى، قيل: يا رسول الله من الموتى؟ قال: كلّ من أطغاه غناه) (مجموعة ورام: 2/ 32).
3- مجالسة أهل اللهو: وهم الذين شغلهم لعبهم وطربهم عن ذكر الله  (عز وجل)، فأضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، فعن أبي عبد الله (ع) - في حديث طويل -: (.. وإياك ومجالسة اللاهي المغرور بلعبه، فإنه من المجالس التي باء أهلها بسخط من الله، يتوقعونه في كل ساعة، فيعمك معهم) (بحار الأنوار – للعلامة المجلسي -: 76/ 234).
4- مجالسة شارب الخمر: لأن أهل الخمر يجمعهم مع عباد الأوثان جماع مشترك، هو ذهاب العقل وموت البصيرة، فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (ص) قوله: (شارب الخمر كعابد الوثن) (مستدرك الوسائل – للنوري -: 17/ 47).
وقال الإمام الصادق (ع): (لا تجالسوا شارب الخمر، فإن اللعنة إذا نزلت عمّت من في المجلس) (الوسائل – للحر العاملي -: 25/ 37).
5- مجالسة أهل الخصومات والجدل: لأن الخصومة والجدل يدخل الإنسان في الباطل، ويجره إلى تحريف الحقائق، فقد جاء عن الإمام أبي جعفر (ع) قوله: (لا تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله) (كشف الغمة – للأربلي -: 2/ 12).
الشيعة أهل الصلة والمواساة:
عن أبي صدقة، عن أبي عبد الله (ع) قال: (امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها؟ وإلى أسرارنا كيف حفظهم لها عند عدونا، وإلى أموالنا كيف مواساتهم لإخوانهم فيها) (مستدرك سفينة البحار – الشيخ علي النمازي -: 123/ح/1).
عن أبي إسماعيل قال: قلت لأبي جعفر الباقر (ع): جُعلت فداك، الشيعة عندنا كثير. فقال (ع): فهل يعطف الغني على الفقير، وهل يتجاوز المحسن عن المسيء ويتواسون؟ فقلت: لا. فقال (ع): ليس هؤلاء شيعة، الشيعة من يفعل هذا) (الوسائل – للحر العاملي -: 9/428).
إن الصلة والمواساة بين أعضاء الأسرة الواحدة دليل على تراحم أعضاء تلك الأسرة، وعلينا أن نعتقد أن ليس هناك أسرة أراد اللهُ تعالى ورسوله (ص) لها صفة التراحم والصلة غير الأسرة الشيعية؛ لأن هذه الصفة تنبع من طبيعة الخط الذي يجمع هذه الأسرة، لم يكن كاجتماع أي أسرة أو حزب أو هيئة.
فإن الهيئات والأحزاب والتجمعات الأُخَر، لم تقم على أسس ومحاور رسالية أو إنسانية عامة، فالماركسيون، علاقتهم بالحزب قائمة على أساس كون الحزب يمثل طبقة خاصة من المجتمع، فرضتها حركة الصراع الديالكتيكي، أي التناقض الطبقي.
والديمقراطيون: يتمحور ولاؤهم على أساس الحرية المطلقة، والمنفعة الخاصة للفرد. والدكتاتوريون: يوالون الفرد الحاكم إذا كان الأقوى والأقدر. كما أن الأكاسرة يدور ولاؤهم للحاكم بصفته حاكماً يمثل الحاكمية المطلقة، ويمثل الظل الإلهي مهما كان شكل الحاكم ومنهجه.
أما اجتماع الأسرة الشيعية، فهو على أساس كون أهل البيت (ع) يمثلون خلافة الله (عز وجل) في الأرض، وهي خلافة مفترضة الطاعة على الناس، فمن ضمن الوظيفة التبليغية لأهل البيت (ع)، أنهم علموا شيعتهم أن يتحابوا فيما بينهم، لا بالقول والدعوى فحسب، وإنما بواقع التطبيق والتعامل على مستوى الصلة والمواساة كجزء أو ثمرة من رسالة الولاء لأهل البيت (ع).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157781
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29