يُقسم الدين إلى عقيدة وشريعة؛ أما العقيدة فهي الجانب النظري الإخباري من الدين. وأمّا الشريعة فهي الجانب العملي منه. وعليه فواقعيّة العقيدة تعني مطابقة الفكرة للواقع، أي صدقيّتها. ومن معاني واقعيّة العقيدة الإسلاميّة أنّها تراعي فطرة الإنسان وقدراته العقلية، فلم تكلفه بما لا يطيق عقله. من هنا نجد أنّ أساسيات العقيدة الإسلامية تُدرك ببساطة من قِبل الصغير والكبير، والعالم وغير العالم، ولا يضطر المسلم إلى أن يسلك متاهات الفلسفة ليقيم الدليل على صدق عقيدته؛ فالله واحد سميع عليم بصير...الخ.
أما واقعيّة الشريعة، فمن معانيها أنها تنطلق في معالجاتها من فطرة الإنسان، على نقيض المدارس المثاليّة التي تكلف الإنسان ما لا يطيق، وعلى نقيض المدارس الماديّة العبثيّة التي لا تراعي خَلق الإنسان وخصائصه وفطرته.
فعندما قسّم الإسلامُ الميراث، مثلاً، راعى الفطرة وواقع الإنسان، على نقيض ما نجده اليوم في المجتمعات العلمانية. وعندما شرّع الطلاق راعى الفطرة وواقع الإنسان أيضاً، على نقيض الشرائع التي حظرت الطلاق بحجة المحافظة على الأسرة.
ومما يجدر التنبيه إليه أنّ الإسلام جاء ليغيّر من الواقع السلبي. من هنا نجد أنّ الإسلام يرفض إقرار الواقع المنحرف عن الفطرة، ويعمل على الارتقاء بالناس إلى واقع ينسجم مع أصل الفطرة. أما الفلسفات المعاصرة فاللافت أنها تُشرّع للواقع بغض النظر عن ارتقائه أو انحطاطه. وعليه، فالواقعيّة التي تعني إقرار الواقع بسلبياته وإيجابياته هي واقعيّة مرفوضة إسلامياً.
|