• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في رحابِ الفكر الحسيني ( 4 ) .
                          • الكاتب : رضا الخفاجي .

في رحابِ الفكر الحسيني ( 4 )

 عندما نعلنُ نحن عشاق مذهب أهل البيت النبوي الأطهار عليهم السلام عن حبّنا وولائنا لهم، فهذا يعني بأننا نؤمنُ برسالتهم السماوية التي توصلوا في الذود عنها بكل طاقاتهم للحفاظ على بيضة الإسلام.. لذلك تجدنا وقد نذرنا أنفسنا لأجلهم، وآمنا بهم إيمانا مطلقاً, لايعرف الشك أو التردد أو الوهن؛ لأننا نؤمن بأن العشاقَ لابد أن يكونوا مضحّين من أجل أحبابهم.. لذلك فإننا عندما نستمعُ الى كاتب أو عالم أو مفكر من أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى وهو يتكلم بحبّ واحترام عن الأئمة المعصومين عليهم السلام، نعتقد بأن هذا الحب والاحترام لابد له من تطبيق فعلي على أرض الواقع كما نفعل نحن، وهو أمر طبيعي.
 لكن مما يُؤسف له ويدعو الى التعجب والاستغراب، إننا نلمسُ على أرض الواقع أفعالاً تناقضُ الأقوال عند بعض من أسبغ على نفسه صبغة الكاتب أو الباحث أو العالم والمتخصص بالعلوم الإسلامية ومذاهبها، عندما يتحدثون عن أئمة أهل البيت الأطهار (سلامُ الله عليهم) بمحبة واحترام، لكنهم - على سبيل المثال - لاينقلون عنهم أيّ حديث نبوي رغم قرابة الأئمة المعصومين للنبي الأكرم محمد (صلى الله عليه واله) وانتسابهم إليه قولاً وفعلاً، والاقتداء به في جميع أمور الحياة، والدفاع عن النهج المحمدي الأصيل حدّ الاستشهاد.
لماذا هذا التناقض وممن الخوف؟ وهل حقاً أن هؤلاء يحبون أئمة أهل البيت عليه السلام؟ أسئلة كثيرة تريد الإجابة الصريحة عنها..! إننا نعرف تماماً حجم الزور والبهتان والتحريف والتزوير الذي حصل في العهد الأموي بالنسبة لأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كذلك نعرف كم كانت تدفع الطغمة الأموية الحاكمة من أموال لأجل ذلك، حتى وصل سعر الحديث المزور الى أكثر من (400) ألف درهم..!
لماذا يصرُّ مثل هؤلاء الرواة على تسمية أنفسِهم بالعلماء والفقهاء؟
ثم لماذا يقتدي بعضُ علماء المسلمين في العصر الحديث برواة الأحاديث النبوية الكذّابين، وينقلون عنهم، وفي نفس الوقت لايأخذون أيّ حديث عن أئمة أهل البيت المعصومين عليهم السلام الذين توارثوا علومهم عن آبائهم عن رسول الله (ص) المسدَّد بالوحي، والمنصور بالله الواحد الأحد.
هل باعت هذه الأقلامُ ذممَها وضمائرَها لقاء ثمن بخس، وفرّطت بالأجر العظيم وكرامة الدنيا وسعادة الآخرة؟
إننا لانريدُ الانتقاصَ من أحد بقدر مانريد قول وفعل الحقيقة، وهداية الناس، والوصول بهم الى الاقتداء الحقيقي بدستور الإسلام الذي يوصلنا جميعاً الى أعلى مراتب العزة في أعلى منازل الجنان.
إن حبلَ الكذب قصير – كما يقولون - ولابد للكذاب من افتضاح أمره مهما طال زمنه..! وإن شمس الحقيقة الساطعة قد بهرت الملايين التي تتزايد أفواجُها يوماً بعد يوم، وهي تأتي من كل حدب وصوب باتجاه (كربلاء الحسين عليه السلام). الملايين تحجّ إليك ياسيدي صباح ومساء كل يوم؛ لأنك أملُ المستضعفين، ودليلُ المتحيّرين، لم تنجسْك الجاهلية بأنجاسها، ولم تُلبسك من مُدلهمات ثيابها؛ لأنك التقي النقي الهادي المهدي، وان الأئمة من ولدك كلمة التقوى، وأعلام الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا...
لابد لنا من وقفة صدق مع النفس أمام الله ورسوله إن كنا نزعمُ حقاً بأننا مسلمون..!
لابد لنا أن لانسكت عن الحق، فالساكتُ عنه شيطانٌ أخرس.. لابد لنا أن لانجامل أحداً في قضايانا المصيرية، وايماننا المطلق بمقدساتنا. لقد وصلنا - والحمد لله رب العالمين - الى حالة من السعادة الحقيقية التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم، وعلينا أن لانفرط في هذه الحالة الراقية التي تعجز الكلماتُ عن وصفها ببركة محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158006
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28