• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هؤلاءِ نحن ..؟؟ وأولئك هم ...؟؟ .
                          • الكاتب : كاظم الحسيني الذبحاوي .

هؤلاءِ نحن ..؟؟ وأولئك هم ...؟؟

  أولاً : مَن نحن ؟؟

نحن الذين نألفُ العراق أمّاً وأباً ووجوداً وقضيّة تحمل عميق جراحات كربلاء ،ولهيب معاناة عطش علي الأكبر ،وشموخ ألق بطولة العباس،  وبسالة إقدام القاسم بن الحسن ،وصلابة ثقيل غربة زينب بنت علي ،وسخونة زفرات دموع السجاد،نسمع بوضوح يومي أنين أصفاد السجين حزناً عليه، تنبعث من سجن هارون ..
إيلافنا، النار والسهمان ،سهمٌ أصاب جبهة الثائر على الظلم والفساد زيد بن علي ،وسهمٌ أصاب ولده يحيى السالك سبيل أبيه ، ونارٌ أحرقوا بها جسد زيد من بعد استشهاده ..
إيلافنا ،حزن مسلم بن عقيل بن أبي طالب على (كوفته) التي مزَّقها الأشرارُ أرباً إرباً من بعد عمّه أمير المؤمنين عليه السلام ..
وإيلافنا، نقتبس نوراً يشعُّ من (الذكوات البيض) نشم منه عبقاً سماوياً برداً وسلاماً على إبراهيم وآل إبراهيم من لدن الحميد المجيد ..
دعاؤنا أن لا يتمكن (الكابليون) وأشباههم من أهل الديلم والترك والقوقاز من التلاعب بتراثنا وتحطيم إرادة أبناءنا ،وهذه ليست من الشتيمة بشيء ؛وإنما هو واقع نخشاه وللخشية مقتضٍ !
 نحن لم نعرف العراق كما يعرفه غيرنا ممّن هم فيه الآن ، ذاكرةً تمحوها الأيام في شوارع لندن وشيكاغو ولبنان ودمشق وباريس وأوسلو وطهران والرياض وامستردام والشارقة وعمّان وايرلندا واوتاوا واستراليا وأنقرة ،يدفعون ضرائب لحكومات تلك البلدان طوعاً أو كرهاً ..
عراقنا أغنيتنا التي نطلقها ويتنعّم بها أهل العالم ..
نموت ويحيا الألق العراقي تزهو به أرض الطفوف..
المجرمون السابقون تحسسوا هذه المعادلة الصعبة فأراقوا ماء وجوهنا ثمناً باهظا وغرامة لألقنا ووجودنا وكرامتنا ..
مازلنا نمضغ الخوف والرعب منذ 17/7/1968 ..
لم يعرفُ شعبٌ الإرهابَ غيرنا منذ أن ولدنا !!
لفـَّنا الإرهابُ بثوبه الصفيق ،وسحقتْ وجوهَنا سُرفات دباباتهم ودواليب مدرعاتهم ،وبصقت على وجوه بقيتنا صواريخ (سكود) و(النمساوي) فتلبدت سوداً غيوم سماواتنا وصكت أسماعنا أغنياتهم السمجات، ذلك أننا لم نعرف الرقص في الخيام ،بل نجيد أن نبصق على وجوه كان يجلس أصحابها حول موائد السُّكر والذباب جاعلين أنفسهم قوّاماً علينا ، يسرقون سؤدد أطفالنا الأصلاء دونما استحياء ،وكيف يستحون وهم يمضغون الذل والخنوع ،بعد أن أراقوا ماء وجوه أصالتهم بأقدامٍ ملوثة بلوث الطين المضمخ بدماءٍ زاكياتٍ ،ليشتروا به ثمناً قليلاً هو إذلالنا ،فبدت لهم سوآتهم شوهاء قرعاء تستجدي الطهر والعفاف ..
نحن كلمات الشعراء التي تدغدغُ سعفات النخيل ،لينبعث منها نسيم العراق على شرفات المنازل في بلداتنا ،وتغفو حينذاك حمائمنا الرمادية في قلوب أشجار الزيتون الباسقات ،وتطلق أغنيتها الأزلية مزهوّةً تمسح عن جباهنا غبار الخيبة بعد أن تركنا الظالمون في العراء تكسح وجوهنا رصاصات الغدر من كل جانب ، تفتك بنا الخنازير السود ،وتلدغنا حيّات الأفاق !!
ثم مَن أولئك ؟؟
أولئك ..
الذين لم يمضغوا معنا خبز المذلة والهوان الذي سكبته على رؤسنا  ورؤوس أطفالنا أيادي ذوي الوجوه السود يفتكُ بنا ،ولم يشربوا ماءً تركته لنا الضفادع والخنازير سُمّاً زعافاً كنا نستمرئَه نحن وأشجار النخيل تعلقاً بأرضنا أرض الفداء و الكبرياء والأنبياء!
وأولئك ..
الذين أوقعونا في أقفاص الأسر يشمت بنا الظالمون يبصقون على وجوهنا ويضربوننا بسياط مضمخة بذكريات عبير دماء السابقين تنبعث منها روائح الموت أيضاً !
أولئك .. ليسوا منا ، ونحن لسنا منهم ، وإنْ كتبت أسماؤهم في صحائفنا ووثائقنا الحكومية ، لأننا صرنا بنظرهم نحن الغرباء وغيرنا أهل الدار!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15807
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18