• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في رحاب الفكر الحسيني ( 6 )   .
                          • الكاتب : رضا الخفاجي .

في رحاب الفكر الحسيني ( 6 )  

 بعد سقوط الدكتاتورية وماتبعها من انهيار مؤسسات الدولة، عمّت الفوضى كلّ كيان المجتمع العراقي، وكاد أن يتمزّق ويوزع كغنائم حرب بين أعدائه القدامى والجدد الذين جاءوا طامعين بخيرات هذا البلد العظيم، بلد الأنبياء والأئمة المعصومين، وبلد الثروات التي لاتنضب أبداً، فكان الحقدُ واللؤم هو الصفة الغالبة على تصرف الأعداء من محتلين وإرهابيين ومرتزقة وبعثيين وشيوعيين وصليبيين.
ان هذا  الاجتماع (غير المبارك) لأعداء العراق، وعلى أرض العراق، كان قد سعى الى تحقيقه طاغية العراق العميل القزم للامبريالية العالمية، الذي خدم أسياده الى آخر لحظة، معتقدا أنهم سوف ينقذونه من حبل المشنقة، ولكنه نسي بأن المستكبرين يحتقرون عملاءهم وعبيدهم مهما تفانوا في الإخلاص لهم...
 واليوم يصبح من الواجبات الشرعية لكل مخلص في هذا البلد أن يساهم في بناء العراق الجديد.. عراق قائم على العدل والمساواة والمحبة والتعاون، عراق يسعى الى إقامة نظام يضمن للجميع حقوقهم بأساليب حضارية تشجب العنف والتطرف العرقي والطائفي.. ويقف في مقدمة هؤلاء المخلصين.. كل مبدع وصاحب قلم شريف غير مساوم.. وفي طليعة هؤلاء الشعراء الموالون لآل البيت النبوي الطاهر.. نعم إنهم شعراء العشق الحسيني المحمدي الأصيل.. وهنا لابد لنا أن نطرح على أنفسنا الأسئلة التالية:
-  كيف نجسِّد مبادئ الإمام الحسين ونقدّمها الى العالم.
-  كيف نلبي دعوة الإمام الحسين عندما وقف في اليوم العاشر قائلاً:
هل من ناصر ينصرنا؟
بأية رؤية علينا أن نقدّمَ النموذج الحسيني الخلاق الى العالم في الشعر وفي كل الأجناس الأدبية..
هنا علينا أن نتذكر بأن الصراع – في هذا العصر - قد وصل الى ذروته بين أعداء النهج النبوي الصحيح وبين أبناء الطلقاء؛ فقد سقطت جميع الأقنعة، وعُرفت جميع الأساليب الخبيثة، وأظهر العدو كل خبثه، وهذه من خلال قنواته الفضائية المشبوهة، ومرتزقيه المأجورين الجاهزين عند الطلب لتحريف الحقائق وتشويهها من أجل الدولار والريال والدينار!!!
إذن، لابد أن يكون خطابنا الشعري خطاباً حضارياً خلاقاً يبتعد عن الرؤية الضيقة والمراهقة الفكرية، وينبذ أسلوب السب والشتم؛ لكونه اسلوب الضعفاء والطارئين حتى يعرف العالم بأن الأئمة المعصومين (ع) هؤلاء القادة العظام، قد وفروا لنا كنوزاً من المعرفة لاينضب معينها، وفي جميع مجالات الحياة، وان تراثهم الإنساني الخالد، هو القادر على تحقيق الكرامة الانسانية لجميع شعوب الارض دون النظر الى أجناسهم وألوانهم وطوائفهم..
لأننا بشر خلقنا اللهُ احراراً، وسعى الى تكريمنا من خلال أعمالنا الصالحة والنافعة للبشرية جمعاء..
هذا هو وقت العمل المخلص.. والابداع الحقيقي..
هذا هو الوقت المناسب لتقديم نموذجنا الحضاري الى كافة الشعوب.
جميع الوسائل متاحة.. والامكانيات متوفرة والحمد لله، لابد لمذهب آل البيت الأطهار ان ينتشر في  كافة ارجاء المعمورة. 
لابد لنا أن نرد على جميع تخرصات الأعداء الذين عجزوا عن تشويه الحقائق رغم توفر كافة الامكانيات عندهم.
هذا هو وقت العمل المخلص.. عمل العشاق الذين لايطلبون أجراً مادياً مقابل مقابل خدمتهم؛ لأنهم يطمحون الى الحصول على الأجر العظيم من خالق كريم بسم الله الرحمن الرحيم
((بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ)). صدق الله العلي العظيم




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158190
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28